Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Nau'ikan
جنبا كحال رسول الله (صلى الله عليه وآله) على السواء، مضى كلامه.
ومن تتبع أحواله في الفضائل المخصوصة، وتفحص أفعاله في الشمائل المنصوصة، لعلم أنه (عليه السلام) بلغ الغاية في اقتفاء آثار سيدنا المصطفى، وأتى النهاية في اقتباس أنواره، حيث لم يجد به غيره مقتفي.
762 وقد قال (عليه السلام) في خطبة طويلة له: «وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني (1) في فراشه، ويشمني عرفه (2)، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة (3) في فعل، ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من الملائكة، يسلك به سبيل المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه، يرفع لي كل يوم علما من أخلاقه، ويأمر لي بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه، ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة. ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه، فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك لتسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلا أنك لست بنبي، ولكنك وزير، وإنك لعلى خير» (4).
Shafi 265