Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Nau'ikan
أقول: إن قال قائل: إن في هذه الأحاديث ليس ذكر الأحبية، وأنت ترجمت الباب بها، فما معنى إيرادها فيه؟ وأي شيء يدل عليها فيها، كما دل في الكتاب غيرها من الأحاديث على ترجمة أبوابها؟
فالجواب: أنه قد علمت من رواية الأحاديث: بعث النبي (صلى الله عليه وآله) كرام أصحابه قبل عليا مرارا، ورجوعهم بعد القتال منهزمين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): حينئذ: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» وجاهر به جهارا، فقوله (صلى الله عليه وآله) هذا بعد انهزامهم ورجوعهم لا يخلو ضمنا من أحد أمرين: إما نفي هذه الصفة من المبعوثين قبل علي، أو تخصيصه بالزيادة والتفضيل في كلا الوضعين (1)، فلما لم ينسب الأول إلى الأولين- وحاشاهم ذلك- فلا بد من إثبات الآخر في شأن علي نور الهدى في المسالك، فإذن يناسب إيراد هذه الأحاديث في الباب، وهذا يؤيد أحاديث الطير، بل هو أدل على ذلك منها عند ذوي الألباب.
هذا، وقد صنف بعض المتعصبين في الرد على الروضة كتابا، وألف فيه لكل فضيلة وخصيصة لعلي أمير المؤمنين ردا وجوابا!! وأثبت هذا الحديث وحديثين آخرين من فضائله العلية، ثم قال: وهذه صفة موجودة لكل مؤمن فاضل!! فانظروا إلى شمائله في العصبية، أعاذنا الله مما يؤدي إلى مخالفة السنة والكتاب، وألهمنا في جميع الأمور الرشد والصواب بفضله وكرمه.
Shafi 225