قال عمر بن أبي عمر: أنا لقيت من الصابئة من حجمها.
وبها منارة الإسكندرية، وبها عمود عين شمس.
وبها صدع أبي قير الذي تفر إليه طير البواقيرات في يوم من السنة كان معروفا فكلما أدخل بوقير منها منقاره في الصدع مضى لسبيله فلا يزال يفعل ذلك حتى يلتقي الصدع على بوقير منها فيجسه ولا يزال معلقا حتى تذروه الرياح.
وبها حائط العجوز من العريش إلى أسوان؛ يحيط بأرض مصر كلها.
وبالنيل السمكة التي تسمى الرعادة، إذا وضع الرجل الجلد يده عليها لم يتمالك أن يضطرب جسمه كله اضطرابا شديدا.
وبها مجمع البحرين، وهو البرزخ الذي ذكره الله تعالى فقال: {مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان} [الرحمن: 19، 20]. وقال تعالى: {وجعل بين البحرين حاجزا} [النمل: 61]، وهما بحر الصين وبحر الروم، والحاجز بينهما مسيرة ليلة ما بين القلزم والفرما. وليس يتقاربان في بلد من البلدان تقاربهما بهذا الموضع، وبينهما في السفر مسيرة شهور.
وليس بالدنيا بلد من البلدان يأكل أهله صيد البحر طريا غير أهل مصر. وبها من الطرز والقصب التنيسي والثوب الدبيقي ما ليس بغيرها، وليس في الدنيا طراز يبلغ الثوب الساذج منه الذي ليس فيه ذهب مائة دينار غير ثوب تنيس ودمياط. ويقال: إنه ليس في الدنيا منزل إلا وفيه من ثوب تنيس ولو خرقة.
وبها الثياب الصوف والأكسية المرعز، وليس هي في الدنيا إلا بمصر.
Shafi 48