بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الحاكم أبو عبد الله ، محمد بن عبد الله الحافظ البيع ، رحمه الله :
بحمد الله أبتدي ، وإياه أستهدي ، وبتوفيقه أكتفي ، وأصلي على محمد النبي ، وآله أجمعين ، كلما ذكرهم الذاكرون ، وغفل عنهم الغافلون .
Shafi 30
ثم إن زماننا قد خلفنا في رعاة يتقرب الناس إليهم ببغض آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والوضع عنهم ، فكل من يتوسل إليهم فتوسله بذكر الآل بما قد نزههم الله عنه ، وإنكار كل فضيلة تذكر من فضائلهم ، والله المستعان على ذلك ، والمسؤول أن يصلي على محمد النبي وآله ، وأن يبدلنا بالخوارج خيرا منهم ، إنه وليه والقادر عليه . ومما حملني على تحرير هذه الرسالة ، أن حضرت مجلسا حضره أعيان الفقهاء والقضاة والأمناء من المزكين وغيرهم ، وجرى بحضرتهم ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه ، فانتدب له عين من أعيان الفقهاء فقال : كان علي لا يحفظ القرآن !! وهذا الشعبي قد نص عليه ، فقلت : أو غير هذا ، فإن الصحابة الذين هم أعلم بذلك من الشعبي ، قد شهدوا له بحفظ القرآن ، وهذا أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، سيد القراء من التابعين قرأ عليه ، وله عنه حرف مجرد ، وهو أحد الرواة عن عاصم بن بهدلة . قال : الشعبي أعرف به من غيره . فقلت : إن الشعبي لم يسمع منه ، إنما رآه رؤية، ثم ظهر ميله إلى أعدائه ، طمعا في الدنيا . فما زاده كل ما ذكرته من ذلك إلا تماديا في الباطل .
ثم جرى في المجلس ذكر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، فقال بعضهم : إن الرواة لينكرون أنهن بنات خديجة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقلت : هن بناتها منه ، إلا أن ذكر فاطمة رضى الله عنها في الأخبار أشهر ، وفضائلها في الروايات أكثر .
فانتدب بعض من اختلف إلي قديما ، وطالت ملازمته لي للتقرب بالنصب إلى بعض الحاضرين بأن قال : هذا محمد بن إسماعيل البخاري ، قد روى في الجامع الصحيح حديثا لعروة بن الزبير ، عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : خير بناتي زينب .
فقلت : هذا الحديث في أي موضع من الجامع ذكره البخاري ؟
فقال : في كتاب الفضائل .
فقلت بحضرة الجماعة : ألا تعلم أني جمعت هذا الكتاب أربع مرات ، صنفته أولا على الرجال من الصحابة ، ثم نقلت الرقاع ، ثم هذبته على الرجال ، ثم رتبته وأمليته عليك وكتبت بإملائي ؟
قال : نعم .
قلت : فوالله ما مر بي هذا الحديث في الكتاب قط .
فقال الصدر - المتقرب إليه بذلك - للذي ذكر هذا الخبر : جزاك الله عنا خيرا ، فالآن ظهر لي وصح عندي أنك سني ، متعصب للسنة .
فقمت إلى بيت الكتب ، وأخرجت كتاب الفضائل من الجامع ، فلم أجد فيه من فضائل النساء غير خديجة ، وفاطمة ، وعائشة ، رضى الله عنهن ، فحملت الكتاب إلى المجلس ودفعته إلى الذي ذكر الحديث .
فقلت : هذا الفضائل ، فاطلب فيه حديث أسامة ، فإني قد طلبته فلم أجده .
فأخذ يتصفح مرة بعد أخرى ، ثم قال : لعله في غير الفضائل ، فإني لا أشك أنه في الكتاب ؟
Shafi 31
فقلت : والله ما خرج البخاري هذا الحديث قط .
ثم إني بعد افتراقنا عن المجلس صليت صلاة المغرب ، وقعدت إلى نصف الليل ، ثم أصبحت سحرا ، وقعدت إلى وقت الإقامة ، وبعد انصرافي من المسجد قعدت إلى وقت صلاة العصر ، حتى نظرت في الكتاب من أوله إلى آخره نظرا شافيا ، فلم أجد للحديث فيه أثرا .
وقد كنت سألته : من كان روى عن عروة في إسناد هذا الحديث ؟
فقال : من حديث الزهري عن عروة .
فرجعت إلى كتاب أبي علي الحافظ في الزهري عن عروة ، فلم أجده فيه ، فطلبته في مسند أسامة بن زيد للحسن بن سفيان ، فلم أجد فيه فجلست وأنا مفكر فيه ، فذكرت أني جمعت في الرقاع لكتاب الإكليل فضل زينب ، فغدوت أطلبه ، فوجدت فيه بخطي هذا الحديث من يحيى بن أيوب ، وسماعي : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد البلخي ببغداذ (1) ، من أصل كتابه : حدثنا أبو إسماعيل بن محمد إسماعيل السلمي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأنا يحيى بن أيوب ، حدثنا ابن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة ، فخرجوا في أثرها ، فأدركها هبار بن الأسود ، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها ، وأهريقت دما ، فحملت ، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقالت بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم ابن العاص ، فكانت عند هند بنت ربيعة ، وكانت تقول لها هند : هذا في سبب أبيك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة : ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ قال : بلى يا رسول الله ! . قال : خذ خاتمي فأعطها إياه .
Shafi 32
فانطلق مرة ، وقال مرة ، فترك بعيره ، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا ، فقال : لمن ترعى ؟ قال : لابن العاص .
قال : فلمن هذه الغنم .
قال : لزينب بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فسار معه شيئا ، ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ، ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم .
فأعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي ، فأدخل غنمه ، وأعطاها الخاتم ، فعرفته .
فقالت : من أعطاك هذا ؟
قال : رجل .
قالت : وأين تركته ؟
قال : بمكان كذا وكذا .
قال : فسكنت ، حتى إذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها : اركبي بين يديه على بعيره قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يدي ، فركب وركبت وراءه حتى أتت فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : هي أفضل بناتي أصيبت في .
Shafi 33
فبلغ ذلك علي بن الحسين ، فانطلق إلى عروة ، فقال : ما حديث بلغني عنك تحدث به ، تنتقص فيه حق فاطمة - وقال مرة - تنتقص فاطمة ؟ .
فقال عروة : والله إني لا أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب ، وأني أنتقص فاطمة حقا لها ، وأما بعد ذلك فلك أن لا أحدث به أبدا .
فلما وجدت هذا الحديث علمت أنه ليس من شرط الصحيح البخاري ولا مسلم ، فإن يحيى بن أيوب : إذا تفرد بشيء لا يذكر ، وإنما ذكر في الشواهد في أحاديث معدودة ، والإسناد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد شاذ بمرة ، ولا أعلم في كتاب الجامع الصحيح للبخاري ، وفي المسند الصحيح لمسلم من حديث عمر بن عبد الله بن عروة ، عن جده عروة بن الزبير إلا حديثا واحدا في الشواهد ، وقد اتفقا على إخراجه : حدثناه : أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا ابن جريج ، حدثنا عمر بن عبد الله بن عروة ، قال : سمعت عروة ، والقاسم يحدثان عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحرمه حين أحرم ، ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت .
رواه البخاري في الجامع الصحيح عن عثمان بن الهيثم ، أو محمد عنه ، عن ابن جريج .
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن بكر ، أخبرنا ابن جريج ، عن عمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد أنهما أخبراه له عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي هاتين لحرمه حين أحرم ، ولحله حين أحل ، قبل أن يطوف بالبيت .
Shafi 34
رواه مسلم في المسند الصحيح عن محمد بن حاتم بن ميمون ، وعبد بن حميد عن محمد بن بكر ، وليس في الكتابين الصحيحين لعمر بن عبد الله بن عروة ، عن عروة غير هذا الواحد.
وأما حديث ابن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، الذي قدمت ذكره : فإني قرأته فيما أجازه لي محمد بن عبد الله الجوهري ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن يحيى ، عن سعيد بن أبي مريم ، بنحو من السياقة التي رويتها عن أبي الحسن البلخي .
وفي آخر الحديث : قال أبو بكر محمد بن إسحاق : هذه اللفظة أفضل بناتي ، معناه : أي من أفضل بناتي ، لأن الأخبار ثابتة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء هذه الأمة ، وكذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال لفاطمة : إنها سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران .
وقد أمليت - في هذا الجنس - أن العرب تقول : أفضل تريد من أفضل : في كتبي ما في بعضه الغنية ، والكفاية إن شاء الله ، فكيف يجوز أن يفضل من نساء هذه الأمة على فاطمة رضى الله عنها ؟ .
وقد صحت الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم إليها ويستقبلها ، ويقبل يدها كلما دخلت عليه ، إجلالا بذلك لأمها خديجة ، ثم لها كما حدثناه : أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ، حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ، أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما ، وحديثا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت إذا دخلت عليه رحب بها ، وقام إليها فأخذ بيدها وقبل يدها ، وأجلسها في مجلسه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليها رحبت ، وقامت وأخذت بيده فقبلته ، فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه ، فرحب بها ، وقبلها ، وأسر إليها فبكت ، ثم أسر إليها فضحكت ، فقلت : كنت أحسب لهذه المرأة فضلا ، فإذا هي منهن ، بينا هي تبكي إذ هي تضحك ، فسألتها فقالت :
Shafi 35
إني إذا لبذرة . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سألتها ، فقالت : أسر إلي وأخبرني أنه ميت ، فبكيت ، ثم أسر إلي وأخبرني أني أول أهله لحوقا به .
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين صاحبي الصحيح فإن رواته كلهم ثقات .
وتفسير قولها : إني إذا لبذرة ، مفسر في الصحيحين : إني إن أخبرت بسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبذرة .
وهذا الحديث يصرح بأن فاطمة كانت أعلم وأفقه من عائشة ، إذ لم تخبر بالسر في حياة من أسر إليها ، ثم أخبرت بعد وفاته ، وهذا فقه هذا الحديث ، وقد خفي على عائشة .
فقد بين الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة معنى الحديث ، وأشار إلى الأخبار الثابتة الصحيحة الدالة على أن فاطمة ، عليها السلام ، سيدة نساء أهل الدنيا ، كما هي سيدة نساء أهل الجنة بما فيه الغنية والكفاية لمن تدبره .
Shafi 36
وأنا ذاكر بمشيئة الله في هذا الموضع بعض ما انتهى إلينا من فضائل فاطمة الزهراء بنت سيد الأنبياء صلوات الله عليهم ، ليعلم الشحيح بدينه محلها من الإسلام ، فلا يقيس بها أحدا من نساء هذه الأمة .
Shafi 37
ذكر الأخبار الدالة على أن فاطمة الزهراء كانت بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يؤذيه ما آذاها ، وينصبه ما أنصبها :
1- أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ، حدثنا موسى بن سهل بن كثير ، حدثنا إسماعيل بن علية ، حدثنا أيوب السختياني ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير ، أن عليا ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذها ، وينصبني ما أنصبها .
في هذا الباب : أخبار كثيرة من حديث الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن المسور بن مخرمة ، وغيره من الأخبار المأثورة ، خرجت طرقها في الرسالة الذابة عن حريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
Shafi 37
ذكر فضيلة أخرى للزهراء فاطمة بنت محمد والبيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان لا يسافر ولا يرجع من سفره إلا ابتدأ بها قبل كافة الناس :
2- حدثناه : أبو العباس محمد بن يعقوب , حدثنا العباس بن محمد الدوري , حدثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي ، حدثنا محمد بن الفضل ، عن العلاء بن المسيب ، عن إبراهيم بن قعيس ، عن نافع ، عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة ، وإذا قدم من سفر كان أول الناس عهدا به فاطمة عليها السلام.
Shafi 37
3- أخبرنيه الحسين بن محمد الدارمي ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا أحمد بن محمد بن المعلى الآدمي ، ببصرى ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن العلاء بن المسيب ، عن إبراهيم بن قعيس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سافر ... الحديث .
وقال في آخره إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة فقال لها هكذا كوني ، فداك أبي وأمي.
Shafi 38
ذكر فضيلة أخرى لفاطمة الزهراء ، والبيان أن المنادي ينادي يوم القيامة : غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى تجوز على الصراط :
4- حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل بنيسابور ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ، ببغداذ ، وأبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، بالكوفة ، قالوا : حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي ، حدثنا العباس بن الوليد بن بكار الضبي ، عن خالد الواسطي ، عن بيان ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة ، عن علي عليه السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه يقول : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب : يا أهل الجمع ، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر.
Shafi 38
ذكر فضيلة أخرى لفاطمة الزهراء رضى الله عنها وهي إكرام الله تعالى إياها في الحشر بمالم يذكر لأحد من جميع الخلائق :
5- حدثني محمد بن أحمد بن الحسين بن مهدي الطوسي ببخارى ، حدثنا علي بن محمد بن مهرويه ، حدثنا داود بن سليمان الغازي ، حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن علي عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجن بماء الحيوان .
Shafi 39
ذكر فضيلة أخرى لفاطمة الزهراء رضى الله عنها والبيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسر إليها من جميع الخلائق عند خروجه من الدنيا :
6- أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، حدثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب البغداذي الحافظ ، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي , حدثنا عباد بن العوام , عن هلال بن خباب , عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة ، فقال : إني قد نعيت إلي نفسي ، فبكت ، فقال : لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت فرآها بعض أزواج النبي عليه السلام فقلن لها : يا فاطمة رأيناك بكيت ، ثم ضحكت فقالت : قال رسول الله عليه السلام نعيت إلي نفسي فبكيت فقال لا تبكي ... فضحكت .
Shafi 39
ذكر فضيلة أخرى للبتول رضى الله عنها والبيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسر إليها قبل خروجه من الدنيا : أنها أول أهل بيته لحوقا به :
7- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا شيبان عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة ، رضى الله عنها قالت : كن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده جميعا ، لم تغادر منهن امرأة ، فأقبلت فاطمة تمشي ، لا والله الذي لا إله إلا هو ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رآها قال : مرحبا بابنتي مرتين فجلست عن يمينه ، أو عن يساره ، فسارها فبكت بكاء شديدا ، فقلت لها من بين نسائه : يا فاطمة ، أخصك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين نسائه بسر ، ثم أنت تبكين كما أرى ؟ فلما رأى جزعها سارها الثانية ، فإذا هي ضاحكة ، فقلت : ما رأيت بكاء أقرب من الضحك من اليوم قط ! فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قلت حديثني يا فاطمة بما سارك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قالت : لا والله ماكنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سره ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت : يا فاطمة ، عزمت عليك ، بما لي عليك من الحق ، إلا حدثتيني بما سارك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو تعلمين ؟ قالت : فأما الآن ، فنعم ، أما المرة الأولى فإنه قال لي ، إن جبرئيل كان يعارضني القرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، وإني لا أرى إلا أجلي قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فنعم السلف أنا لك فجزعت ، فكان البكاء لذلك ، فسارني الثانية فقال : أما ترضين أنك تأتين سيدة نساء المسلمين ، أو سيدة نساء هذه الأمة .
Shafi 40
8- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن علي الوراق ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عبد الله بن المؤمل ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين فاطمة شهرين.
وهكذا روي عن جابر بن عبد الله ، وأسماء بنت عميس .
Shafi 41
9- أما حديث جابر :
فحدثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، حدثنا محمد بن سليمان الواسطي ، حدثنا أبو نعيم ، وأبو غسان قالا : حدثنا عبد الله بن المؤمل المخزومي المكي وأخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن، حدثنا الفضل بن محمد الشعراني ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير ، عن جابر ، رضى الله عنه : أن فاطمة رضى الله عنها لم تمكث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا شهرين.
ذكر فضيلة أخرى لفاطمة بنت النبي عليهما السلام ، والبيان أن أنها سيدة نساء العالمين .
Shafi 41
10- أخبرني إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة ، حدثنا الحسين بن الحكم الحيري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة رضى الله عنها قالت : أقبلت فاطمة تمشي ، كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : مرحبا بابنتي ، فأجلسها عن يمينه ... فذكر الحديث بطوله ، وقال في آخره : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة ألا ترضين أنك سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء المؤمنين . فضحكت .
Shafi 42
11- حدثناه : أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ، وأخبرنا محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداذ ، حدثنا أحمد بن الهيثم المعذر ، وأخبرنا أبو بكر الحفيد ، حدثنا أحمد بن نصر ، قالوا : حدثنا أبو نعيم ، فذكروا الحديث بنحو منه .
Shafi 42
12- حدثنا أبو بكر بن أبي زكريا الفقيه - بهمذان - حدثنا محمد بن عثمان العدل ، حدثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي ، قال : سمعت أبي يحدث عن أمير المؤمنين هارون الرشيد ، قال : والله لقد حدثني أمير المؤمنين المهدي ، عن أمير المؤمنين المنصور ، أنه حدثهم عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أنه قال : كنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال : ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : الحسن والحسين ، أبوهما علي بن أبي طالب ، وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء العالمين .
Shafi 42