أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الأصبهاني، إجازة، وقرأت على أبي سعيد محمد بن محمد الخضري في المسجد الحرام عنه، قال: أبنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البغوي، إمام جامع صنعاء، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: كان سليمان -عليه السلام- قد قارف بعض نسائه في بعض المأثم، فأخذ صخر خاتمه فألقاه في البحر، وألقي عليه شبه سليمان أربعين ليلة، فأنكروه أصحابه من تهاونه بالصلاة، وبأشياء في أمر الدين، وكان في صحابة سليمان رجل شبه بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الجلد والقوة، فقال: إني سائله لكم فجاءه، فقال: يا نبي الله، ما تقول في أحدنا يصيب من امرأته في الليلة الباردة، ثم ينام حتى تطلع الشمس، لا يغتسل ولا يصلي، هل ترى عليه بأسا؟ فقال: لا بأس عليه. فرجع إلى أصحابه فقال: قد افتتن سليمان. قال: فبينا سليمان ذاهب في الأرض، إذ آوى إلى امرأة فصنعت له حوتا، أو قال: جاءته بحوت فشقت بطنه، فرأى سليمان خاتمه في بطن الحوت، فعرفه فأخذه فلبسه، فسجد له كل شيء رآه من دابة أو طير أو شيء، ورد الله تعالى إليه ملكه، فقال عند ذلك: {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}.
قال قتادة: لا تسلبنيه مرة أخرى.
قال الكلبي: فحينئذ سخرت له الشياطين معا والريح والطير، وكان صخر هذا الذي دلهم على قطع الحجارة بالماس من غير حديد، لعمل بيت المقدس.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أبنا عيسى، قال: ثنا علي، قال: ثنا محمد بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن النعمان، قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: ثنا الوليد بن محمد، قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: لما فرغ سليمان بن داود -عليهما السلام- من بيت المقدس، أنبت الله تعالى له شجرتين عند باب الرحمة، إحديهما تنبت الذهب، والأخرى تنبت الفضة، فكان في كل يوم ينزع من كل واحدة مائتي رطل ذهبا وفضة، ففرش المسجد بلاطة ذهبا وبلاطة فضة، فلما جاء بخت نصر خربه، واحتمل منه ثمانين عجلة ذهبا وفضة، فطرح برومية.
Shafi 26