Fadail Abi Hanifa

Ibn Abi Cawamm d. 335 AH
79

Fadail Abi Hanifa

فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

Nau'ikan

في وصيته أصحابه ونهيه إياهم عن ولاية القضاء وأنه من ظهرت منه

خربة أو ارتشاء لم يجز قضاؤه

78 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أحمد بن محمد النيسابوري قال: حدثني أبو بكر بن بنت أبي هشام الرفاعي قال: ثنا محمد ابن علي بن عفان قال: ثنا الوليد بن حماد اللؤلؤي، ثنا الحسن بن زياد اللؤلؤي قال: سمعت أبا يوسف يقول: اجتمعنا عند أبي حنيفة في يوم مطير في نفر من أصحابه منهم: داود الطائي، والقاسم بن معن المسعودي، وعافية بن يزيد الأودي، وحفص بن غياث النخعي، ووكيع بن الجراح، ومالك بن مغول البجلي، وزفر بن الهذيل التميمي، قال: فأقبل علينا بوجهه فقال لنا: أنتم مسار قلبي، وجلاء حزني، وقد أسرجت لكم الفقه وألجمته، فإذا شئتم فاركبوا، وقد تركت الناس يطئون أعقابكم ويلتمسون ألفاظكم، ما منكم واحد إلا وهو يصلح للقضاء، ومنكم عشرة يصلحون أن يكونوا مؤدبي القضاة، فسألتكم بالله عز وجل، وبقدر ما وهب الله لكم من جلالة العلم لما صنتموه عن ذل الإستيجار، وإن يلي أحد منكم بالدخول في القضاء فعلم من نفسه خربة سترها الله عز وجل عن العباد لم يجز قضاؤه، ولم يطب له رزقه، وإن كانت سريرته مثل علانيته جاز قضاؤه وطاب له رزقه، فإن دفعته ضرورة إلى الدخول فيه فلا يجعلن بينه وبين الناس حجابا، وليصلي الصلوات الخمس في مسجده، وينادي عند كل صلاة: من له حاجة؟ فإذا صلى صلاة عشاء الآخرة #72# نادى ثلاثة أصوات: من له حاجة؟ ثم دخل إلى منزله، فإن مرض مرضا لا يستطيع الجلوس معه أسقط من رزقه بقدر مرضه، وأيما إمام غل فيئا أو جار في حكم بطلت إمامته، ولم يجز حكمه، وإن أذنب ذنبا بينه وبين ربه عز وجل يستوجب به الحد درئ عنه الحد، لأنه ولي إقامته، وإن كان شيئا بينه وبين الناس أقامه عليه أقرب القضاة إليه.

Shafi 71