96

Fada'ihun Al-Batiniyya

فضائح الباطنية

Bincike

عبد الرحمن بدوي

Mai Buga Littafi

مؤسسة دار الكتب الثقافية

Inda aka buga

الكويت

فِي كل وَاقعَة فاذا هُوَ مُدع للنبوة فيفتقر الى معْجزَة كَيفَ وَلَا يتَصَوَّر تَقْدِير المعجزة إِذْ بَان لنا أَن مُحَمَّدًا ﷺ خَاتم الانبياء فَإِن جَوَّزنَا الْكَذِب على مُحَمَّد فِي قَوْله أَنا خَاتم الانبياءمع إِقَامَة المعجزة فَكيف نَأْمَن الْكَذِب هَذَا الْمَعْصُوم وَإِن أَقَامَ المعجزة وان ادّعى مَعْرفَته عَن نَص بلغه فَكيف لَا يستحي من دَعْوَى نَص صَاحب الشَّرْع على وقائع لايتصور حصرها وعدها بل لَو عمر الانسان عمر نوح وَلم يشْتَغل الا بعد الصُّور والنصوص عَلَيْهَا لم يستوعب عشر عشرهَا فَفِي أَي عمر استوعب الرَّسُول ﷺ جَمِيع الصُّور بِالنَّصِّ فان ادّعى الْمعرفَة بِدَلِيل عَقْلِي فَمَا اجهله بالفقهيات والعقليات جَمِيعًا إِذْ الشرعيات أُمُور وضعية اصطلاحية تخْتَلف بأوضاع الانبياء والاعصار والامم كَمَا نرى الشَّرَائِع مُخْتَلفَة فَكيف تجوز فِيهَا الادلة الْعَقْلِيَّة القاطعة وان ادَّعَاهَا عَن دَلِيل عَقْلِي مُفِيد للنَّظَر فالفقهاء كلهم لَهُم هَذِه الرُّتْبَة فاستبان أَن مَا ذَكرُوهُ تلبيس بعيد عَن التَّحْقِيق وان الْعَاميّ المنخدع بِهِ فِي غَايَة الْحمق لانهم يلبسُونَ على الْعَوام بَان يتبعوا الظَّن وان الظَّن لَا يُغني عَن الْحق شَيْئا والفقهيات لَا بُد فِيهَا من اتِّبَاع الظَّن فَهُوَ ضَرُورِيّ كَمَا فِي التِّجَارَات والسياسات وَفصل الْخُصُومَات للْمصَالح فان كل الامور المصلحية تبنى على الظَّن والمعصوم كَيفَ يُغني عَن هَذَا الظَّن وَصَاحب الشَّرِيعَة لم يغن عَنهُ وَلم يقدر عَلَيْهِ بل أذن فِي الِاجْتِهَاد وَفِي الِاعْتِمَاد على قَول آحَاد الروَاة عَنهُ وَفِي التَّمَسُّك بعمومات الْأَلْفَاظ وكل ذَلِك ظن عمل بِهِ فِي عصره مَعَ وجوده فَكيف يستقبح ذَلِك بعد وَفَاته

1 / 96