Fada'ihun Al-Batiniyya

Al-Ghazali d. 505 AH
34

Fada'ihun Al-Batiniyya

فضائح الباطنية

Bincike

عبد الرحمن بدوي

Mai Buga Littafi

مؤسسة دار الكتب الثقافية

Inda aka buga

الكويت

وَقلت بصائرهم وسخفت فِي امور الدّين آراؤهم لما جبلوا عَلَيْهِ من البله والبلادة مثل السوَاد وأفجاج الْعَرَب والأكراد وجفاة الأعاصم وسفهاء الْأَحْدَاث وَلَعَلَّ هَذَا الصِّنْف هم أكبر النَّاس عددا وَكَيف يستبعد قبولهم لذَلِك وَنحن نشاهد جمَاعَة فِي بعض الْمَدَائِن الْقَرِيبَة من الْبَصْرَة يعْبدُونَ أُنَاسًا يَزْعمُونَ أَنهم ورثوا الربوبيه من آبَائِهِم المعروفين بالشباسية وَقد اعتقدت طَائِفَة فِي عَليّ ﵁ انه إِلَه السَّمَوَات والارض رب الْعَالمين وهم خلق كثير لَا يحصرهم عدد وَلَا يحويهم بلد فَلَا يَنْبَغِي أَن يكثر التَّعَجُّب من جهل الْإِنْسَان إِذا استحوذ عَلَيْهِ الشَّيْطَان وَاسْتولى عَلَيْهِ الخذلان الصِّنْف الثَّانِي طَائِفَة انْقَطَعت الدولة عَن أسلافهم بدولة الاسلام كأبناء الأكاسرة والدهاقين وَأَوْلَاد الْمَجُوس المستطيلين فَهَؤُلَاءِ موتورون قد استكن الحقد فِي صُدُورهمْ كالداء الدفين فَإِذا حركته تخاييل المبطلين اشتعلت نيرانه فِي صُدُورهمْ فأذعنوا لقبُول كل محَال تشوقا الى دَرك ثأرهم وتلافي امورهم الصِّنْف الثَّالِث طَائِفَة لَهُم همم طامحة الى العلياء متطلعة الى التسلط والاستيلاء إِلَّا انه لَيْسَ يساعدهم الزَّمَان بل يقصر بهم عَن الأتراب والأقران طوارق الْحدثَان فهؤلاءإذا وعدوا بنيل امانيهم وسول لَهُم الظفر بأعاديهم سارعوا الى قبُول مَا يَظُنُّونَهُ مفضيا الى مآربهم وسالكا الى أوطارهم ومطالبهم فلطالما قيل حبك الشيئ يعمي ويصم ويشترك فِي هَذَا كل من دهاه من طبقَة الاسلام آمُر يلم بِهِ وَكَانَ لَا يتَوَصَّل الى الإنتصار

1 / 34