ومن ناحية أخرى فإن التكلم بهذه العزائم الشركية يختلف عن التكلم بكلمة الكفر عند الإكراه، فالإكراه يصلح عذرا إذا كان القلب مطمئنا بالإيمان، ولكن التكلم بهذه العزائم لا يؤثر إلا إذا كان عن يقين واطمئنان، ولا أثر لها إذا كان القلب مطمئنا بالإيمان، والشيطان إذا عرف أن صاحبه مستخف بالعزائم لم يساعده ولم يستجب له.
والحاصل: أن ما كان من النشرة بسحر فهو حرام، وأما ما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فهو جائز بلا خلاف، والله أعلم.
ثالثا: التنجيم
التنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وهو قسمان: جائز ، ومحرم.
فأما الجائز: فهو ما كان من جنس الحساب، ويدرك بطريق المشاهدة والخبر، كمعرفة حركات النجوم، والكواكب وتنقلاتها ومنازلها، وذلك للتعرف على نحو الكسوف والخسوف والزوال وجهة القبلة، وما شابه ذلك، فهو ونحوه ليس من باب علم الغيب في شيء، وإنما هو من جنس علم الحساب الذي علمه الله عباده.
وقد اخترع أهل هذه الصناعة لمعرفة ذلك منظارات مقربة وآلات حاسبة، ومراصد كاملة الأسباب والآلات، وتعرفوا من خلال ذلك على كثير من العوالم العلوية حتى أصبحت كأنها على الأرض.
Shafi 50