إذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين ﵊، أهل فصاحة وعلم وحجج، فالواجب عليك أن تتعلم من دين الله ما يصير لك سلاحًا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك ﷿) لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) (١) ﴿سورة الأعراف، الآيتان: ١٦، ١٧﴾
ــ
(١) إذا عرفت هذا أي أن لهؤلاء الأعداء كتبًا وعلومًا وحججًا يلبسون بها الحق بالباطل فعليك أن تستعد لهم، والاستعداد لهم يكون بأمرين: -
أحدهما: -ما أشار إليه المؤلف ﵀ ﷿ بان يكون لديك من الحجج الشرعية والعقلية ما تدفع به حجج هؤلاء وباطلهم.
الثاني: أن تعرف ما عندهم من الباطل حتى ترد عليهم به، ولهذا قال شيخ الإسلام ﵀-في كتابه درء تعارض النقل والعقل، قال: "إنه ما من إنسان يأتي بحجة يحتج بها على الباطل إلا كانت حجة ﵊ وليست حجة له". وهذا الأمر كما قال ﵀ فإن الحجة الصحيحة إذا إحتج بها المبطل على باطله فإنها تكون حجة ﵊ وليست له، فعلى من أراد أن يجادل هؤلاء يتأكد أن يلاحظ هذين الأمرين: -
الأمر الأول: - أن يفهم ما عندهم من العلم حتى يرد عليهم به.
والأمر الثاني: -أن يفهم الحجج الشرعية والعقلية التي يرد بها على هؤلاء.