شرح المنظومة الحائية لابن أبي داود
شرح المنظومة الحائية لابن أبي داود
Nau'ikan
"يقول: ألا مستغفر" ألا هذا عرض وتحضيض "ألا مستغفر يلق غافرًا" «ألا مستغفر فأغفر له، ألا من تائب فأتوب عليه» يقول:
ألا مستغفر يلق غافرًا ... ومستمنح خيرًا ورزقًا فيمنحُ
وفي نسخة الشام: فأمنحُ.
حديث النزول يثبت عن النبي ﵊ ثبوتًا قطعيًا، لا شك ولا مراء فيه، والنزول مما يجب إثباته لله -جل وعلا-، وهو من الصفات المتعلقة بالمشيئة، ومن الصفات الفعلية بخلاف اليد التي هي من الصفات الذاتية، والفرق بينهما أن ما يتعلق بالمشيئة، وما لا علاقة له بالمشيئة ذاتي، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
ألا من تائب؟ بعضها كذا وبعضها كذا، المقصود أن هذه الصفة وهي النزول لله -جل وعلا- يثبتها أهل السنة قاطبة، لا يختلفون في إثباتها؛ لأن دليلها قطعي في الثبوت، وفي الدلالة أيضًا، فلا مفر ولا محيد، وأهل البدع يشوشون على الناس في مثل هذه الإشكالات إلى أن وصل الحد إلى الفرية.
فابن بطوطة في رحلته لما وصل دمشق وصلى في الجامع الأموي ذكر أنه رأى شخصًا كثير العلم قليل العقل، يخطب على المنبر وينزل ويقول: إن الله ينزل كنزولي هذا، يعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذه فرية؛ لأن الشيخ في وقت دخول ابن بطوطة دمشق مسجون، في السجن، وهم إذا أعياهم النقض بالحجة، ولا حجج لديهم إلا الشبهات إذا أعيتهم المسالك افتروا، ونقضوا أصولهم وقواعدهم، فتجدهم يمنعون الاحتجاج بخبر الواحد ولو صح في مسائل الاعتقاد، لكنهم إن احتاجوا إليه أثبتوه ولو ضعّف، ولو كان ضعيفًا، فيحتجون بالضعيف إذا كان يؤيد حججهم، دليل هذا على أنهم لا يتعبون النصوص، وإنما يتعبون الهوى -نسأل الله السلامة والعافية-.
3 / 8