ما يجب عليك.
ولكن اعلم أنك إذا قلت حقًا تريد به وجه الله فلابد أن يؤثر، حتى لو رد أمامك فلابد أن يؤثر، وفي قصة موسى ﵇ عبرة للدعاة إلى الله، وذلك أنه جُمعَ له السحرة من كل وجه في مصر، واجتمعوا، وألقوا حبالهم وعصيّهم حتى كانت الأرض تمشي ثعابين، حتى إن موسى ﵇ خاف (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طه: ٦٧)
فلما اجتمعوا كلهم قال لهم: (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طه: ٦١)
كلمات يسيرة، قال الله ﷿: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) (طه: ٦٢)
يعني أنهم تنازعوا فورًا، والفاء في قوله: (فَتَنَازَعُوا) للسببية والترتيب والتعقيب.
فتأمل كيف أثرت هذه الكلمات من موسى ﵇ بهؤلاء السحرة، فلابد لكلمة الحق أن تؤثر، لكن قد تؤثر فورًا وقد تتأخر. والله الموفق.