Explanation of the Book of Knowledge by Abu Khaythama - Abdul Kareem Al-Khudair
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة - عبد الكريم الخضير
Nau'ikan
وواحد ينتسب إلى العلم قيل له: تخرج في القنوات المشبوهة؟ قال: وين من إذاعة القرآن ما يعرفني أحد، الآن أمراء ووزراء يتصلون عليَّ.
هل هذا يدل على الصدق؟ هذا كلام واحد بالحرف، يعني هل هذا يتفق مع ما أثر عن سلف الأمة؟ الله المستعان، نعم.
حدثنا جرير والضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي ﷺ فيما أرى قال جرير: «من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
يقول -رحمه الله تعالى- أبو خيثمة: حدثنا جرير بن عبد الحميد، والضرير هو محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير يقول: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ﵊ فيما أُرى قال جرير: هذا من التحري، فيما أُرى قال جرير: «من سلك طريقًا»: يعني عن النبي ﵊، السند المذكور من النبي ﵊.
«من سلك يبتغي فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة»: هذا سبق الحديث عليه -الكلام عنه- وهو في الصحيح مرفوعًا إلى النبي ﵊.
«ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه»: يفترض أن هذا من الذرية الطاهرة من نسل محمد ﵊ من نسل فاطمة، لكن عمله أقل، وهذا من نسل بلال وعمله أعظم، أيهما أفضل عند الله جل وعلا؟ لا شك أن الثاني أفضل.
«من أبطأ به عمله»: من تأخر به عمله، «لم يسرع به نسبه»: فالنسب لا ينفع، ﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ﴾ [(١٠١) سورة المؤمنون]، ما بتنفع الأنساب، نعم من آمن وعمل صالحًا وعرف بالفضل لا شك أن أولاده وذريته ينتفعون بهذا إذا كانوا على هديه وسننه، نعم، ودونه في المنزلة في الجنة يلحقون به، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ [(٢١) سورة الطور]، ما نقصناهم، نعم يستفيد من نسبه، لكن إذا كان عمله لا يوصله إلى أدنى مرتبة لم يصل، فمن أبطأ به عمله لن يستفيد من نسبه، نعم.
2 / 24