147

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

الإيمان باللَّه «لأنّه هو أصل كلّ شيءٍ، ومقدّم على كل شيء، والإيمان باللَّه تعالى يتضمّن أمورًا: الأول: الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيّته، والإيمان بأسمائه، وصفاته جلّ وعلا» (١). ﴿وَاتَّبَعْنَا الرَّسولَ﴾: أي امتثلنا بما أتى به ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو ثمرة الإيمان، والاتّباع، والإذعان، فجمعوا في دعائهم عدّة توسّلاتٍ عظيمة: توسّلًا بربوبيته، وبإيمانهم، وعملهم الصالح بين دعائهم، وطلبهم، استمطارًا لسحائب الإجابة منه ﷿. ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾: هذه الغاية عندهم بعد تقديمهم الوسيلة: «فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقروا لك بالتوحيد، وصدَّقوا رسلك، واتبعوا أمرك ونهيك، فاجعلنا في عدادهم ومعهم، فيما تكرمهم من كرامتك، وأحلّنا محلّهم ...» (٢). ويدخل في ذلك دخولًا أوليًّا أمتنا أمة الحق والوسط، وهذا إخبار ربّ العالمين، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (٣)؛ لأنها هي آخر الأمم. قال شيخ المفسرين الطبري: «يعرف خلقه - جل ثناؤه- بذلك سبيل الذين رضي أقوالهم وأفعالهم: ليحتذوا طريقهم، ويتبعوا

(١) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين ﵀، ١/ ٤٨٣. (٢) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين ﵀، ١/ ٤٨٣. (٣) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.

1 / 148