117

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

بعدهما أن يلازموا هذا الطلب، والمقصد الجليل» (١). وقولهما: ﴿إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾: هذه الجملة كسابقتها تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة. التواب: أي أنك كثير التوبة على عبادك، فهو يقبل التوبة من عبده كلما تكررت التوبة منه إلى ما لانهاية. الرحيم: أي ذو الرحمة الشاملة للمؤمنين يوم القيامة، وهذا الاسم: يخصّ به المؤمنين يوم القيامة، أما الرحمن فهي رحمته ﵎ الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا مؤمنهم وكافرهم، إنسهم وجنهم. الفوائد: تضمنت هاتان الآيتان الكثير من الفوائد الجليلة منها: ١ - أهمية القبول حيث إن مدار الأعمال الصالحة عليه، وذلك يقوم على الإخلاص للَّه تعالى، والاتباع لما جاء به الشرع المطهر. ٢ - دلّت الآية: أنّ على العبد ملازمة سؤال اللَّه قبول أعماله بعد أدائه لها، ومنها الدعاء، فقد كان هذا من هدي المصطفى ﷺ: فإنه كان يستغفر ثلاثًا بعد الصلاة، وكان يقول بعد صلاة الصبح: «اللهمَّ إنّي أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا مُتقبّلًا» (٢)، وكان يقول

(١) تفسير ابن سعدي، ١/ ٢. (٢) انظر شرح هذا الدعاء في الدعاء رقم:١٠٢.

1 / 118