Explanation of Sahih al-Bukhari - Book of Funerals
نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز
Bincike
شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)
Nau'ikan
الموحدة، أي: لم يبلغوا أن يعلموا المعاصي، قال: ولم يذكره كذلك غيره (^١)، والمحفوظ هو الأول، والمعنى: لم يبلغ الحلم؛ فيكتب عليهم الآثام.
قال أبو المعالي في "المنتهى" بلغ الغلام الحنث، أي: بلغ مبلغًا يجري عليه الطاعة والمعصية (^٢)، وفي "المحكم" الحنث: الحلم (^٣)، وقال الخليل: بلغ الغلام الحنث، أي: جرى عليه القلم، والحنث: الذنب (^٤)، قال الله -تعالى-: ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦)﴾ [الواقعة: ٤٦]، وقيل: المراد بلغ إلى زمان يؤاخذ بيمينه إذا حنث.
وقال الراغب: عَبَّرَ بالحنث عن البلوغ لما كان الإنسان يؤاخذ بما يرتكبه فيه بخلاف ما قبله (^٥)، وخص الإثم بالذكر؛ لأنه الذي يحصل بالبلوغ، لأنَّ الصبي قد يثاب.
[١٠٠ أ/س]
(إِلَاّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ) أي: بفضل رحمة الله للأولاد، وقال ابن التين: قيل: إن الضمير في رحمته للأب؛ لكونه كان يرحمهم في الدنيا، فيجازى بالرحمة في الآخرة /والأول أولى (^٦)، ويؤيده أن في رواية ابن ماجه من هذا الوجه "بفضل رحمة الله إياهم" (^٧)، وفي رواية النسائي من حديث أبي ذر ﵁: "إلا غفر الله لهما بفضل رحمته (^٨) ".
(^١) مطالع الأنوار (٢/ ٣١٣).
(^٢) عمدة القاري (٨/ ٣٠).
(^٣) المحكم والمحيط الأعظم، مادة [حنث] (٣/ ٢٩٨).
(^٤) العين (٣/ ٢٠٦).
(^٥) المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى المحقق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، الدار الشامية - دمشق بيروت، الطبعة: الأولى - ١٤١٢ هـ (١/ ٢٦٠).
(^٦) فتح الباري (٣/ ١٢١).
(^٧) سنن ابن ماجة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده (١/ ٥١٢)، (١٦٠٥) تقدم تخريجه في (ص:٢٦٦).
(^٨) السنن الكبرى للنسائي، كتاب الجنائز، باب: ثواب من يتوفِي له ثلاثة من الولد (٢/ ٤٠١)، (٢٠١٣). تقدم تخريجه في (ص:٢٦٦).
1 / 267