180

Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

شرح لامية ابن تيمية

Nau'ikan

معنى: منه بدأ وإليه يعود يقول العلماء رحمهم الله تعالى: (منه بدأ وإليه يعود) (منه بدأ) أي: أن الله هو الذي ابتدأ بالكلام، وتكلم به أولًا، والقرآن أضيف إلى الرب ﷾: ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ [التوبة:٦] وأضيف إلى محمد ﷺ، وأضيف إلى جبريل: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [الحاقة:٤٠] فإضافته إلى الرب إضافة ابتداءٍ، أي: أن الله هو المبتدئ بالكلام به، وإضافته إلى جبريل وإلى محمد ﷺ قالوا: إضافة تبليغ، فمحمد ﷺ مبلغ وجبريل ﵊ كذلك مبلغ عن الله، لم يأتِ بالكلام من عند نفسه أبدًا. وقولهم: (وإليه يعود) يحتمل معنيين: المعنى الأول: إليه يعود، كما روي في بعض الآثار أنه إذا لم يعمل الناس بالقرآن، أي: أطبقت الأرض على عدم العمل به، ينزه الله كتابه فيرفعه من صدور الناس ومن مدادهم، وقد روي فيها بعض الآثار، قالوا: وذلك حين تهدم الكعبة، وقالوا: قياسًا على الكعبة، فإنها إذا تعطلت فلا أحد يستفيد منها ولا يحجون إلى بيت الله، ولا يعتمرون ولا غيره أرسل الله ذو السويقتين رجل من الحبشة يأتي بقومه من جهة البحر، ثم ينقضون الكعبة حجرًا حجرًا، وترمى في البحر. قالوا: ومثله القرآن يُسَرَّى به من القلوب ومن المداد، فلا يبقى منه شيء. المعنى الثاني: أي أنه يعود إلى الله تعالى وصفًا، فهو الموصوف به ﷾ لا يوصف به أحد سوى الرب ﷾.

11 / 16