Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah
شرح لامية ابن تيمية
Nau'ikan
فضيلة الالتزام والتمسك بالسنة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قبل أن أبدأ بالدرس لعلي أقول للأحبة توجيهًا لهم ولنفسي.
أولًا: إن ثمرة العلم التقيّد بسنة محمد ﷺ، ولعلي لاحظت ملحوظة لطيفة، ولا بد من بيان التناصح والتوجيه فيما بيننا، أن بعض الأحبة يسارع إلى مكانه قبل أن يؤدي سنة محمد ﷺ، وأقول لكم قاعدة: كلما عظم في نفس الإنسان الحرص على تأدية سنة محمد ﷺ، كل ما يسر الله للعبد أموره، ويسر له كلما يحتاج إليه، ورفع منزلته وأعلى كلمته؛ لأن مبعث الحرص والتقيّد هو التأسي بمحمد ﷺ.
وأقول: هذه الظاهرة ليست موجودة هنا بل في كثير من حلقات العلم، ومن أعظمها حلقة شيخنا العلامة، تجد بعض الأحبة ينسى أوراد الصباح في درس الفجر، وفي المغرب ينسى السنة الراتبة، وينسى ورد المساء وغيره حرصًا منه على المكان، ويبقى الأحبة يزدحمون فلا يجد أحدهم موقعًا يصلي السنة فيه.
وبناءً عليه نحن بحاجة إلى الحرص على التأسي بمحمد ﷺ، ولعل على ضوء ما شاهدته لم أجد شخصية فيها من الحرص على سنة محمد ﷺ كشخصية شيخنا العلامة، وما أظنه نسي وردًا أبدًا فيما علمت، ولا أداء سنة، وسبحان الله! أمر هذا الرجل عجيب! وما علم بسنة ثبتت عن محمد ﷺ إلا حفظها وعمل بها مباشرة، ولهذا أبقى الله ذكره، وأعظم الله منزلته، وأصبح يشار إليه بالبنان؛ لما لسنة محمد ﷺ في قلبه من التعظيم والإجلال.
ونحن ينبغي أن نتربى على مثل هذا المنهج، وهو منهج سلفنا رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم.
وقلت: لا بد أن نعلم أن ثمرة العلم هو الأدب والسلوك، والامتثال والانقياد، وقديمًا قال سلفنا رحمهم الله تعالى: (إن نصف العلم الأدب) ليس العبرة بكثرة ما يحفظ الإنسان، أو يقرأ، وإنما الثمرة هو أن يحرص على أن يطبق ما علمه؛ حتى يكون لذلك أثرًا عظيمًا في حياة الإنسان وسلوكه.
2 / 2