74

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Mai Buga Littafi

غراس للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Nau'ikan

بعد أن فرغ المصنف ﵀ من ذكر النوع الأول من الأدلة على علو الله، وهو: التصريح بالاستواء على العرش شرع بذكر النوع الثاني: وهو التصريح بالفوقية. وقد جاء هذا النوع من الأدلة في القرآن والسنة، كما قال الله ﵎: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ ١، وقال سبحانه: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ ٢. وحديث أبي هريرة الذي أورده المصنف فيه التصريح بفوقية الله ﵎ على عرشه، والشاهد فيه قوله: وهو" عنده فوق العرش " عنده أي عند الله فوق العرش. والحديث مشتمل - إضافة إلى دلالته على فوقية الله ﵎ على خلقه - على ذكر صفتين، وهما الرحمة والغضب، في قوله:"إن رحمتي سبقت - وفي رواية غلبت - غضبي". كما أنه أحد الأدلة التي استدل بها أهل العلم على التفاضل بين صفات الله ﵎، فقد بيَّن سبحانه أنَّ رحمته سبقت غضبه وغلبته، وهو دليل على أن الرحمة أفضل. ومن الأدلة - أيضًا - على التفاضل: قول النبي ﷺ في دعائه في سجوده: " اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " ٣ والمستعاذ به أفضل من المستعاذ منه، والكلُّ صفة لله ﵎ ٤. وروى العباس بن عبد المطلب "﵁" أنَّ النبي ﷺ ذكر

١ الآية ٥٠ من سورة النحل. ٢ الآية ١٨ من سورة الأنعام. ٣ أخرجه مسلم رقم ١٠٩٠ ٤ لأخينا الشيخ محمد بن عبد الرحمن أبو سيف حفظه الله رسالة قيمة جدًا بعنوان: مباحث المفاضلة في العقيدة تناول فيها هذا الموضوع وبسط الكلام فيه.

1 / 78