31

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Mai Buga Littafi

غراس للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Nau'ikan

الله ﷿ والاحتماء والاعتصام به ﷾. وهو عبادة من أجل العبادات، ولا تكون الاستعاذة إلا بالله، فهو الذي يعيذ عباده، لا معيذ لهم سواه، ولا حافظ لهم ولا واقي ولا كافي لهم إلا هو، كما قال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ ٢ فالذي يستعيذ بالله ﵎ ويلتجئ إليه يوفَّق لكل خير وحفظ ووقاية وكفاية. الزيغ": هو الميل والانحراف عن الجادة السوية والصراط المستقيم. فالمؤلف ﵀ دعا لك بصلاح القول والعمل والنية، بمعنى أن تكون في قولك وعملك ونيتك مستقيمًا على الجادة. ثم أتبع ذلك بسؤال الله أن يعصمك ويسلمك ويعيذك من الزيغ أي: من أن تميل عن هذه الأمور وتنحرف عنها. والزلل الهويُّ والسقوط، يقال: زلت قدم فلان أي:سقط. فدعا لك بأن يجنبك الله الميل عن الصراط، وأن يجنبك أمرًا أشد منه وهو السقوط. فهذه دعوة مباركة وعظيمة، وجامعة لأبواب الخير، جمعت طلب الخير وتحصيله، وطلب الوقاية من الشر ومن الوقوع فيه. "أنَّ صالح السلف، وخيار الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم على " هنا ينبه المصنف ﵀ على أن أمور الاعتقاد مجمع عليها بين السلف، وفيها اتفاق في كلمتهم، ولا خلاف بينهم في شيء منها. فليس بين صالح السلف وخيار الخلف خلاف في المعتقد، بل

١ الآية ١٠١ من سورة آل عمران. ٢ الآية ٣٦ من سورة الزمر.

1 / 34