139

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Mai Buga Littafi

غراس للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Nau'ikan

والله ﷿ ليس كمثله شيء، كما قال سبحانه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ١، وقال: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ ٢، وقال: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ ٣، وقال ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾:٤ فإنَّ الله ﷿ لا مثيل له، ولا نظير له لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته.
" ولا نكيف " أي: لا نبحث في عقولنا وأفهامنا عن كيفية لهذه اليد، ولا نسأل عن كيفيتها؛ لأنَّ السؤال عن كيفية يد الله أو غيرها من صفاته بدعة، كما قال الإمام مالك عندما سئل عن الاستواء.
وكيف السبيل إلى إدراك كيفية صفات الله ﵎، والمخلوق عاجز عن إدراك كيفية كثير من صفات المخلوقين، والله أكبر من كلِّ شيء، وكلُّ وصفِ كمالٍ يدور في خاطر الإنسان يظنه كبيرًا وعظيمًا ولائقًا بالله فالله أعظم من ذلك، فهو سبحانه فوق ما يصفه الواصفون.
وأهل العلم يقولون: لا يمكن معرفة كيفية الشيء إلا بإحدى طرق ثلاث:
١ـ إما برؤيته.
٢ـ أو برؤية مثيله.
٣ـ أو بالخبر الصادق المبين لكيفيته.
والله ﵎ لم يره المؤمنون، فهذا نفي للطريق الأولى. وليس لله مثيل فانتفت الطريق الثانية. والخبر الصادق فيه إثبات الصفات وليس فيه تعرض للكيفية، فانتفت الطريق الثالثة.
ولهذا فإنَّ إثبات أهل السنة والجماعة للصفات إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.
" ولا نُشبِّه " أي: لا نشبه صفة الله ﷿ بصفات المخلوقين، وهو

١ الآية ١١ من سورة الشورى.
٢ الآية ٦٥ من سورة مريم.
٣ الآية ٢٢ من سورة البقرة.
٤ الآية ٤ من سورة الإخلاص.

1 / 144