"وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي ﷺ: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة "١"٢، وقد جاء هذا الحديث بلفظ: " لا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة "٣.
وهذا الوعد الصادق متحقق، ولله الحمد، "فإنه لم يزل، ولا يزال فيه طائفة قائمة بالهدى، ودين الحق، ظاهرة بالحجة، والبيان، واليد، والسنان إلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها، وهو خير الوارثين"٤.
ومع قيام هذه الطائفة، وظهورها فإنه "لا يتمكن ملحد، ولا مبتدع من إفساد بغلو، أو انتصار على أهل الحق"٥.
وبالنظر إلى أحوال الفرق، وأقوالهم، وما هم عليه يتبين "أن أحق الناس بأن تكون الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة"٦، إذ هم "المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب"٧، فهم أهل هذا الوصف، وأحق به.
وإنما سموا أهل السنة، لأنه "ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله ﷺ، وهم أعلم الناس بأقواله، وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها، وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباع لها تصديقًا، وعملًا، وحبًا، وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب، والحكمة، فلا