بعد ليلة، وهو يمسكه فيتوب فيطلقه، فيقول له النبي ﷺ: "ما فعل أسيرك البارحة؟ "، فيقول: زعم أنه لا يعود، فيقول: "كذبك، وإنه سيعود"، فلما كان في المرة الثالثة، قال: دعني أعلمك ما ينفعك، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾ [البقرة: ٢٥٥] إلى آخرها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبي ﷺ قال: "صدقك، وهو كذوب! "، وأخبره أنه شيطان١.
ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها ... "٢.
وقوله – سبحانه – ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨]،
في هذه الآية الكريمة إثبات أنه الحي الذي لا يموت، وبهذا وصفته الرسل – عليهم الصلاة والسلام-٣، فإن"الحياة صفة كمال يستحقها بذاته، والموت مناقض لها، فلم يوصف بالحياة لأجل نفي الموت، بل وصفه بالحياة يستلزم نفي الموت فينفى عنه الموت؛ لأنه حي"٤، ولكونه "مناقضًا لما علم من صفاته الكاملة"٥.
وقوله – سبحانه-: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: ٣]،