134

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي،الدمام

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢١هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وأفادت أيضًا أنه: "إذا قبضت الروح عرج بها إلى السماء في أدنى زمن، ثم تعاد إلى البدن، فتسأل وهي في البدن"١.
وقد اختلف الناس فيما أفادته هذه الأحاديث من إقعاد الميت، وسؤاله، وما يكون في هذه الفتنة هل هو على الروح فقط أم على الروح، والبدن؟
والقول الفصل في هذا أن روح الميت في قبره "تقعد، وتجلس، وتسأل، وتنعم، وتعذب، وتصيح، وذلك متصل ببدنه مع كونه مضطجعًا في قبره، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه، وقد يرى خارجًا من قبره والعذاب عليه، وملائكة العذاب موكلة به، فيتحرك بدنه، ويمشي، ويخرج من قبره، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب، ومن يقعد بدنه أيضًا إذا قوي الأمر لكن هذا ليس لازمًا في حق كل ميت"٢. فالمقصود "أن ما ذكره النبي ﷺ من إقعاد الميت مطلقًا، هو متناول لقعودهم ببواطنهم وإن كان ظاهر البدن مضطجعًا"٣. وقد تقدم ذكر أدلة هذا فيما سبق من عذاب القبر ونعيمه.
ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم، وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى،
وفي هذا بيان أن الناس بعد سؤالهم، واختبارهم ينقسمون إلى قسمين في قبورهم: إما منعم، وإما معذب، وهذا من حيث العموم، "ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت، بل يجوز أن يكون في حال دون حال"٤. وهو في الجملة نوعان: نوع دائم "ويدل على دوامه قوله – تعالى –: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: ٤٦] "٥،

١ مجموع الفتاوى (٥/٥٢٤)
٢ المصدر السابق (٥/٥٢٦) .
٣ المصدر السابق (٥/٥٢٦) .
٤ المصدر السابق (٤/٢٩٦) .
٥ الروح لابن القيم (١/٣٧٠) .

1 / 139