الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الإيمان. وهو من "الأصول الثلاثة التي اتفقت عليها الملل، كما قال – تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٦٢] "١.
"والإيمان بالله، واليوم الآخر يتضمن الإيمان بالمبدأ، والمعاد.
وهو الإيمان بالخلق والبعث كما جمع بينهما في قوله – تعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: ٨] وقال – تعالى –: ﴿مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [لقمان: ٢٨]، وقال – تعالى –: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [الروم: ٢٧] "٢، ويتضمن أيضًا على وجه الإجمال الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت.
ولم يخالف في الإقرار بهذا الأصل إلا الفلاسفة الباطنية فإنهم "لا يقرون بمعاد الأبدان"٣، "ومنهم من ينكر معاد الأنفس كما ينكر معاد الأبدان، وهو قول طوائف منهم، وكثير منهم يقول بالتناسخ، وليس شيء من ذلك إيمانًا باليوم الآخر"٤.
فيؤمنون بفتنة القبر،
فتنة القبر "هي الامتحان، والاختبار للميت حين يسأله الملكان"٥
١ درء تعارض العقل والنقل (٥/٣)، وانظر: بغية المرتاد (ص: ٤٩٠)، مجموع الفتاوى (٩/٣٠-٣٣)، جامع الرسائل والمسائل (٢/٢٢٨) .
٢ مجموع الفتاوى (٥/٣٠) . انظر: جامع الرسائل والمسائل (١/٧٧) .
٣ الرد على المنطقيين (ص: ٤٥٨)، وانظر: مجموع الفتاوى (٩/٣٥ – ٣٦)، بغية المرتاد (ص: ٤٩٠)، جامع الرسائل والمسائل (٢/٢٥٢) .
٤ المصدر السابق.
٥ مجموع الفتاوى (٤/٢٥٧) .