Explanation of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah by Al-Harras
شرح العقيدة الواسطية للهراس
Mai Buga Littafi
دار الهجرة للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الثالثة
Shekarar Bugawa
١٤١٥ هـ
Inda aka buga
الخبر
Nau'ikan
وَأَمَرَهُمْ أَنْ يتواصَوْا بِهَا؟!
وَقَوْلُهُ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ ...﴾ إِلَخْ؛ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ ﷿ حِكَايَةً عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَالَّذِينَ حَوْلَهُ، يتوسَّلون إِلَى اللَّهِ ﷿ بِرُبُوبِيَّتِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ وَرَحْمَتِهِ فِي دُعَائِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ التوسُّلات الَّتِي يُرْجَى مَعَهَا الْإِجَابَةُ.
وَنَصَبَ قَوْلَهُ: ﴿رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ عَلَى التَّمْيِيزِ المحوَّل عَنِ الْفَاعِلِ، وَالتَّقْدِيرُ: وَسِعَتْ رحمتُك وعلمُك كُلَّ شَيْءٍ. فَرَحْمَتُهُ سُبْحَانَهُ وَسِعَتْ فِي الدُّنْيَا الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ وَالْبَرَّ وَالْفَاجِرَ، وَلَكِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَكُونُ خَاصَّةً بالمتَّقين؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ...﴾ الْآيَةَ (١) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ (٢)؛ أَيْ: أَوْجَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ تفضُّلًا وَإِحْسَانًا، وَلَمْ يُوجِبْهَا عَلَيْهِ أحدٌ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي «الصَّحِيحَيْنِ»:
«إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ - أَوْ تَسْبِقُ - غَضَبِي» (٣) .
_________
(١) الأعراف: (١٥٦) .
(٢) الأنعام: (٥٤) .
(٣) رواه بألفاظ مختلفة: البخاري في التوحيد، (باب: قول الله: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ (١٣/٣٨٤-فتح)، وأبواب أخرى منه، وفي بَدء الخلق، (باب: ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ (٦/٢٨٧-فتح)، ومسلم في التوبة، (باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه) (١٧/٧٤-نووي)، والترمذي في الدعوات.
1 / 107