253

Explanation of al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Uthaymeen

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Bugun

السادسة

Shekarar Bugawa

١٤٢١ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

أرحم ما يكون من الخلق بالخلق رحمة الأم ولدها، فإن رحمة الأم ولدها لا يساويها شيء من رحمة الناس أبدًا، حتى الأب لا يرحم أولاده مثل أمهم في الغالب.
جاءت امرأة في السبي تطلب ولدها وتبحث عنه، فلما رأته، أخذته بشفقة وضمته إلى صدرها أمام الناس وأمام الرسول ﵊، فقال النبي ﷺ: "أترون أن هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ ". قالوا: لا والله يا رسول الله. قال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" (١).
ﷻ، عز ملكه وسلطانه.
كل الراحمين، إذا جمعت رحماتهم كلهم، فليست بشيء عند رحمة الله.
ويدلك على هذا أن الله ﷿ خلق مئة رحمة، وضع منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق في الدنيا (٢).
كل الخلائق تتراحم، البهائم والعقلاء، ولهذا تجد البعير الجموح الرموح ترفع رجلها عن ولدها مخافة أن تصيبه عندما يرضع حتى يرضع بسهولة ويسر، وكذلك تجد السباع الشرسة

(١) رواه البخاري (٥٩٩٩) كتاب الأدب/ باب رحمة الولد، ومسلم (٢٧٥٤) في كتاب التوبة/ باب في سعة رحمة الله عن عمر بن الخطاب ﵁.
(٢) رواه البخاري (٦٠٠٠) كتاب الأدب/ باب جعل الله الرحمة في مائة جزء، ومسلم (٢٧٥٢) في كتاب التوبة/ باب في سعة رحمة الله عن أبي هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا فمن ذلك الجزء تترحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه".

1 / 255