74

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Nau'ikan

لأصنام المشركين قال الكفار والمنافقون: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾، ومعنى قولهم: أنَّ هذه الأشياء حقيرةٌ فكيف يضرب اللهُ المثلَ بهذه الأشياء الحقيرة التي يُستحيا من ذكرها؟! فأنزل الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (^١)، فإنَّ ضَرْبَ الأمثال من طرق بيانِ الحق وإبطالِ الباطل، لذلك يضرب الله المثلَ بما شاء بعوضةً أو أكبر من البعوضة أو أصغر من البعوضة. وقولُه: (يجعلَ): فيه تفسيرُ ضربِ المثل بالجَعْلِ، والجَعْلُ: بمعنى: التصيير، ينصبُ مفعولين، وجعل المثل تشبيه الشيء بالشيء، ولذا جعل المؤلِّف مثلًا مفعولًا أولًا، و«ما» نكرة موصوفة. وقولُه: (لا يترك بيانُه لِمَا فيه من الحِكَمِ): يريد أنَّ معنى الآية أنَّ الله لا يتركُ ضربَ المثَلِ بما شاء من صغيرٍ وكبيرٍ؛ لأنَّ في ضربِ المثل حِكَمًا، وهو بيان الحق. وقولُه: (أي: المثل): يريد أنَّ الضمير في قوله تعالى: ﴿أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ يعود إلى المثل الذي ضربَه الله، فالمعنى: أنَّ الذين آمنوا بالله ورسوله يؤمنون بأنَّ المثلَ الذي يضربه الله يعلمون أنه الحق، أي: الموافقُ للحكمة المحصِّل للمقصود. وقولُه: (تمييزٌ): يريد أنَّ ﴿مَثَلًا﴾ منصوبٌ على التمييز؛ لقولهم: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا﴾، وقدَّره المؤلِّف بقوله: «ماذا أراد الله بهذا المثل مثلًا» (^٢)، فاسم الإشارة راجعٌ إلى المثل الذي ضربه الله في ضرب المثل بالعنكبوت والذباب. وقولُه: (و«ما» استفهامُ إنكارٍ مبتدأٌ …) إلى آخره: يريد أنَّ «ما» في قولهم: «ماذا» اسم استفهام، وهي: مبتدأ فهي في موضعِ رفع، والاستفهام إنكار أي: استنكارٌ واعتراضٌ من الكفار على ما ضربه الله من المثل، فالمعنى: أيُّ فائدةٍ

(^١) وهو قول ابن عباس كما في رواية عطاء وأبي صالح عنه، والحسن وقتادة ومقاتل. ينظر: «أسباب النزول» للواحدي (ص ٢٣ - ٢٤)، و«العجاب» لابن حجر (١/ ٢٤٥). (^٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٣٢).

1 / 78