22

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Nau'ikan

فلا مُستعانَ على الأمور كلِّها إلَّا الله، وتقديمُ العبادة على الاستعانة؛ قيل: هو من تقديم الغايةِ على الوسيلة (^١). والعبادةُ هي: كمالُ المحبةِ مع كمال الذلِّ (^٢)، وهي: أيضًا اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة (^٣). والاستعانةُ: طلبُ العون كما يفيد ذلك: «السين والتاء»؛ كالاستعاذة والاستغفار. ويحسنُ التنبيهُ إلى أنَّ مضمونَ الآيات الثلاث - وهو ما تدلُّ عليه من أسماء الله وصفاته - هو المقتضي لما تدلُّ عليه الآية الرابعةُ من التوحيد في العبادة والاستعانة. وفي الآية الرابعةِ انتقالٌ من الغيبة إلى الخطاب، وهو ما يُسمَّى عند البلاغيين التفاتًا، وفي الحديث القدسي: «فإذا قال العبد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل»، ومعنى ذلك: أنَّ العبادةَ لله والعونَ للعبد من الله. * * *

(^١) ينظر: «مجموع الفتاوى» (١٠/ ٢٨٤)، و«مدارج السالكين» (١/ ١١٧). تنبيه: في بعض كتب التفسير في هذا الموضع مخالفات عقدية، والكلام عن الاستطاعة هل هي قبل الفعل أو معه، ونحو ذلك؛ فلينتبه. (^٢) «مجموع الفتاوى» (١٠/ ١٩، ٥٦، ١٥٣، ٢٥١)، و«مدارج السالكين» (١/ ١١٥ - ١١٦)، و«التدمرية وشرحها» (ص ٤٨١). (^٣) ينظر: «مجموع الفتاوى» (١٠/ ١٤٩)، و«شرح التدمرية» لشيخنا (ص ٤٨١).

1 / 26