Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls
فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
Nau'ikan
قال المؤلف ﵀: (باب متى تبطل الصلاة؟ وعمّن تسقط؟)
أي متى تبطل الصلاة فلا تكون مقبولة ويجب على فاعلها إعادتها؟ ومن الذي لا يلزمه أن يصلّي؟
قال المؤلف: (فصل: وتبطل الصلاة بالكلام)
قال ﷺ: «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن» (١).
وأجمع العلماء على أن الكلام في الصلاة عمدًا مع غير الإمام في إصلاح الصلاة ينقض الصلاة (٢).
وجاء في «الصحيحين» عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلّم في الصلاة، ويكلّم الرجل منّا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة، حتى نزلت: ﴿وقوموا لله قانتين﴾ فأُمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام (٣).
وأما إذا تكلّم المتكلّم جاهلًا أو ناسيًا فلا تبطل صلاته، والدليل أن معاوية بن الحكم السلمي تكلم في الصلاة جاهلًا ولم يأمره النبي ﷺ بالإعادة لجهله. وكذلك الناسي، فإنه معذور، ويدل على ذلك حديث ذي اليدين.
وأما الكلام لإصلاح الصلاة فجائز عند الحاجة لحديث ذي اليدين الذي قال فيه للنبي ﷺ: أقصرت الصلاة أم نسيت، فكلّم النبي ﷺ وكلّمه النبي وسأل الصحابة مع احتمال عدم إتمام الصلاة عنده بعدما كلّمه ذو اليدين (٤).
وكذلك الأكل والشرب في الصلاة عمدًا يبطلها، وعلى من فعل ذلك عامدًا الإعادة (٥).
(١) أخرجه مسلم (٥٣٧) عن معاوية بن الحكم السلمي ﵁. (٢) «مراتب الإجماع» (ص ٢٧) لابن حزم. (٣) أخرجه البخاري (٤٥٣٤)، مسلم (٥٣٩) عن زيد ﵁. (٤) أخرجه البخاري (٤٨٢)، ومسلم (٥٧٣) عن أبي هريرة ﵁ ﵁، ومسلم (٥٧٤) عن عمران بن حصين ﵁. (٥) قال ابن حزم: «واتفقوا أن الأكل والقهقهة والعمل الطويل بما لم يؤمر به فيها، ينقضها إذا كان تعمّد ذلك كله وهو ذاكر، لأنه في صلاة» (مراتب الإجماع» (ص ٢٧، ٢٨).
1 / 88