120

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

Nau'ikan

وأما صفتها، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه صلاها على كيفيات مختلفة موجودة في الصحيح وغيره. ومنها حديث سهل بن أبي حثمة في «صحيح مسلم». وصفتها، صفت طائفة مع النبي ﷺ ووقفت طائفة مواجهة للعدو، ثم صلى بهم النبي ﷺ ركعة ثم ثبت قائما للركعة الثانية، فأتم المؤتمون لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفّوا في مواجهة العدو، وجاءت الطائفة الأخرى وصلوا مع النبي ﷺ، ثم ثبت جالسا وأتموا هم ركعة ثم سلّم بهم (١). ولها صور أخرى كما ذكر، يصلي الإمام بالمسلمين بالصورة التي تناسب المعركة. قال المؤلف ﵀: (وإذا اشتَدَّ الخوفُ والَتَحَم القِتالُ صلاها الراجلُ والرَّاكِبُ، ولو إلى غيرِ القِبْلَةِ، ولو بالإيماءِ) وهذه الحالة هي التي تسمى عند أهل العلم صلاة المسايفة التي يلتقي فيها المسلم مع عدوه، فلا يمكن في هذه الحالة أن تُصلى الصلاة على صورتها المعروفة، فخُفّف فيها، في عددها وفي هيئتها. فتصلى ركعة واحدة كما صحّت بذلك الأحاديث، ولو إلى غير القبلة، وتصلى إيماء، أي تحرك رأسك إلى الأسفل عند الركوع والسجود. وقوله (الراجل والراكب) أي الماشي على قدميه أو الراكب على دابته. عن ابن عمر قال: «فإن كان خوف هو أشد من ذلك، صلوا رجالًا قياما على أقدامهم، أو ركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها. قال مالك: قال نافع: لا أُرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله ﷺ (٢). وأما الركعة الواحدة، فلقول ابن عباس: «فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة» (٣).

(١) أخرجه مسلم (٨٤١) عن سهل بن أبي حثمة. (٢) أخرجه البخاري (٤٥٣٥). (٣) أخرجه مسلم (٦٨٧).

1 / 120