103

Evangelization and Colonialism in the Arab Countries: An Account of Missionary Efforts Aimed at Subjugating the East to Western Colonialism

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

Mai Buga Littafi

المكتبة العصرية-صيدا

Lambar Fassara

الخامسة

Shekarar Bugawa

١٩٧٣

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

صلة خاصة بينها وبين الدين، كانت المبادئ المسيحية موضع تأكيد وتزيين كلما سنحت لذلك فرصة. فمن أمثال ذلك مثلًا أن درس اللغة الإنجليزية كان يستغل في نقل نصوص التوراة الإنجليزية إلى اللغة العربية. وفي هذه الأثناء كان الأستاذ ينتقل إلى مناقشة المشاكل الدينية، من الزاوية التبشيرية طبعًا (١).
وهذا أمر غير مستغرب في المدارس التبشيرية. لقد قرر مؤتمر القدس المنعقد عام ١٩٣٥ أن يستغل كل درس في سبيل تأويل مسيحي لفروع العلوم كالتاريخ وعلم النبات ... الخ (٢).
ومع أن الجامعة الأمريكية، كما يقول (بنروز)، لم تفكر بأن تفرض المذهب البروتستانتي على طلابها فرضًا، فإنها كانت تستغل كل فرصة سانحة ليعرف أولئك الطلاب الحقيقة كما تريدها النصرانية البروتستانتية. وكان الدخول إلى الكنيسة فرضًا على كل تلميذ (٣).
واتفق في عام ١٩٠٩ أن احتج الطلبة المسلمون على إجبارهم على الدخول إلى الكنيسة فاجتمعت عمدة الجامعة الموقرة وأصدرت منشورًا طويلًا جدًا، جاء في مادته الرابعة ما يلي (٤):
«إِنَّ هَذِهِ كُلِّيَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ، أُسِّسَتْ بِأَمْوَالِ شَعْبٍ مَسِيحِيٍّ: هُمْ اِشْتَرَوْا الأَرْضَ وَهُمْ أَقَامُوا الأَبْنِيَةَ، وَهُمْ أَنْشَأُوا المُسْتَشْفَى وَجَهَّزُوهُ، وَلاَ يُمْكِنُ لِلْمُؤَسَّسَةِ أَنْ تَسْتَمِرَّ إِذَا لَمْ يُسْنِدْهَا هَؤُلاَءِ. وَكُلُّ هَذَا قَدْ فَعَلَهُ هَؤُلاَءِ لِيُوجِدُوا تَعْلِيمًا يَكُونُ الإِنْجِيلُ مِنْ مَوَادِّهِ، فَتُعْرَضُ مَنَافِعُ الدِّينِ المَسِيحِيِّ عَلَى كُلِّ تِلْميذٍ ... وَهَكَذَا نَجِدُ أَنْفُسَنَا مُلْزَمِينَ بِأَنْ نَعْرِضَ الحَقِيقَةَ المَسِيحِيَّةَ عَلَى كُلِّ تِلْميذٍ ... وَإِنَّ كُلَّ طَالِبٍ يَدْخُلُ إِلَى مُؤَسَّسَتِنَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ مُسْبَقًا مَاذَا يُطْلَبُ مِنْهُ».
وكان هذا التهديد المجرد من الذوق والروح العلمية كافيًا لأن يعلن الطلاب الإضراب.
إلا أن العمدة تصلبت في ظاهر أمرها، فترك ثمانية طلاب العلم في المؤسسة المتعصبة (٥). ولم تتأخر الكلية عن أن تعلن بلسان مجلس الأمناء أن الكلية لم تؤسس للتعليم العلماني ولا لبث الأخلاق الحميدة (كذا)، ولكن من أولى غاياتها أن تعلم الحقائق الكبرى التي في التوراة، وأن تكون مركزًا للنور المسيحي وللتأثير المسيحي، وأن تخرج بذلك

(١) Penrose ٤٦
(٢) Danby ٣١ etc
(٣) Penrose ١٣٥ f
(٤) Penrose ١٣٧ f ; cf. Bliss R ٣٣١ ; Jessup ٧٨٨
(٥) cf. Penrose ١٣٧ f. Bliss R ٣٣١ ; ٧٨٨

1 / 105