Encyclopedia of Islamic Morals - Al-Dorar Al-Sunniyah
موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية
Mai Buga Littafi
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Nau'ikan
مصادر الأخلاق الإسلامية
إن الأخلاق الإسلامية هي السلوك من أجل الحياة الخيرة وطريقة للتعامل الإنساني، حيث يكون السلوك بمقتضاها له مضمون إنساني ويستهدف غايات خيرة.
وقد عرف بعض الباحثين الأخلاق في نظر الإسلام بأنها عبارة عن (مجموعة المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه) (١) (٢).
و(المسلمون يستقون مصادر الأخلاق من القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس للبشرية أيضًا بديل عن هذين المصدرين ...
فمصادر الأخلاق في الإسلام تستمد مما يلي:
أولًا: القرآن الكريم:
يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للأخلاق، والآيات في ذلك كثيرة: قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: ٩]. وقال سبحانه: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: ٩٠].
وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: ٣٣]. ونظائر هذه الآيات كثيرة في كتاب الله تعالى، وكلها من مصادر الأخلاق.
والرسول ﷺ هو أول من تخلق بأخلاق القرآن الكريم وألزم نفسه بآداب القرآن، وفي الصحيح عن عائشة ﵂ أنها قالت: «كان خلق الرسول ﷺ القرآن» (٣). قال الحافظ ابن كثير: (ومعنى هذا أنه قد ألزم نفسه ألا يفعل إلا ما أمره به القرآن، ولا يترك إلا ما نهاه عنه القرآن، فصار امتثال أمر ربه خلقًا له وسجية، صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين) (٤).
ثانيًا: السنة النبوية:
تعريف السنة باعتبار كونها مصدرا تشريعيا: وهي أقواله وأفعاله، وتقريراته، والسنة النبوية الصحيحة المصدر الثاني للأخلاق بنص القرآن الكريم: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ [الحشر: ٧]. وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: ٢١]. وقال سبحانه: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء: ٥٩]. وقال رسول الله ﷺ: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» (٥). قال إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئًا من آداب النبي ﷺ أن يتمسك به (٦).
ولذا حرص الصحابة – رضوان الله عليهم – واهتموا وتابعوهم اهتمامًا كبيرًا وتخلقوا بالأخلاق الحسنة مستندين في ذلك إلى ما جاء في كتاب الله – ﷾ – وسنة نبيه ﷺ، فهم قدوتنا وسلفنا الصالح في الأخلاق.) (٧)
_________
(١) «التربية الأخلاقية الإسلامية» مقداد يالجين (ص ٧٥).
(٢) «نضرة النعيم» لمجموعة باحثين (ص٢٢).
(٣) رواه مسلم (٧٤٦).
(٤) «الفصول في سيرة الرسول ﷺ) (ص: ٢٥١).
(٥) رواه أحمد (٢/ ٣٨١) (٨٩٣٩)، والحاكم (٢/ ٦٧٠)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٢٧٣). قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ١٩١): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (٧/ ٦٩): صحيح على شرط مسلم. وصححه السيوطي في «الجامع الصغير» (٢٥٨٤).
(٦) «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (١/ ١٤٢).
(٧) «موسوعة الأخلاق لخالد الخراز» (ص: ٢٧).
1 / 9