Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz
موسوعة الأخلاق - الخراز
Mai Buga Littafi
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Inda aka buga
الكويت
Nau'ikan
الأدب مع الملائكة الكرام
أخبر الله ﷾ عن خلق من مخلوقاته لا يرون بالبصر، ولا يدركون بالحس، وأمر بالإيمان بهم، وهم الملائكة ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)﴾ [الأنبياء ٢٦: ٢٧] ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: ٦]، فطرهم الله على طاعته وعبادته، فلا يفكرون في معصية ولا يتكاسلون عن أمر، وأنهم ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)﴾ [الأنبياء: ٢٠].
والإيمان بهم ركن من أركان الإيمان يلي الإيمان بالله تعالى، وبعد أن عرفنا أخلاق العاقل مع الله سبحانه، نريد التعرف علي أخلاقه مع الملائكة، والحديث عن الملائكة هنا من الجانب الأخلاقي الشعوري، وليس من الجانب الاعتقادي.
لا شك أن للملائكة علاقات مع البشر قديمة من أول لقاء بين الملائكة والبشر وسجودها للإنسان.
قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤)﴾ [ص٧١: ٧٤].
والعاقل من يجعل لهذه العلاقات أثرًا في حياته، وكيف يعقل بمسلم يؤمن بوجود الملائكة، ويعلم علم اليقين أن الله سبحانه قد وكل به ملائكة يكتبون أعماله ويحرسونه، ويرقبون عمله، ويحبون فيه الخير، ويدافعون
1 / 220