Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz
موسوعة الأخلاق - الخراز
Mai Buga Littafi
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Inda aka buga
الكويت
Nau'ikan
فهذا ليس بمشروع مطلقًا، وهو قراءة القرآن بصفة التَّلحين الذي يُشبه تَلحين الغِنَاء، فإن ذلك لا يجوز، أما تحبيره أي التزيين والتَّحسين فهو المستحب، وهو محل اتفاق جميع العلماء.
عن أَبي موسى ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ لأبي موسى: "لَو رَأَيْتَني وَأَنا أَستَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ! لَقَد أُوتِيتَ مِزْمَارًا من مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد" (١).
والمراد بالمزمار: الصوت الحسن.
عن أبي لُبَابَةَ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "لَيسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنِّ بِالقُرآنِ" قال: فَقُيل لابنِ أَبِي مُلَيكَةَ: يَا أَبَا محمد، أَرَأَيتَ إِذَا لَم يَكُن حَسَنَ الصوتِ؟ قَالَ: يُحَسِّنُهُ مَا استَطَاعَ (٢).
والجهر بالقراءة أمر حسن، والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة، لكن يستثنى من ذلك عدم التشويش على الآخرين، أو إيذاء النيام، أو الرياء والسمعة، والأمر بحمد الله فيه سعة بالجهر أو الإسرار، وعلى القارئ مراعاة الحال.
عن أَبي هريرة ﵁ أَنَّهُ سمع النبِيَّ ﷺ يَقُولُ: "مَا أَذن اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيّ حَسَنِ الصوتِ بِالْقُرآنِ يَجهَرُ بِهِ" (٣).
(١) أخرجه مسلم (٧٩٣) في كتاب صلاة المسافرين، باب: استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
(٢) صحيح. أخرجه أبو داود (١٤٧١) في كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٥/ ٢١٢ التخريج): "حسن صحيح".
(٣) أخرجه البخاري (٧٥٤٤ - فتح) في كتاب التوحيد، باب قول النبي ﷺ الماهر، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
1 / 210