Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages
جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
Mai Buga Littafi
المكتبة العلمية بيروت
Inda aka buga
لبنان
Nau'ikan
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ثم إنا نحتسب عند الله رب العالمين ما أصبح في أمة محمد ﷺ، من اشتعال نيرانها، واضطراب حبلها، ووقوع بأسها بينها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين.
أولا تعلمون أن صلاتنا وصلاتهم، وصيامنا وصيامهم، وحجنا وحجهم، وقبلتنا وقبلتهم، وديننا ودينهم واحد؟ ولكن الأهواء مختلفة، اللهم أصلح هذه الأمة بما أصلحت به أولها، واحفظ فيما بيننا، مع أن القوم قد وطئوا بلادكم، وبغوا عليكم، فجدوا في قتال عدوكم، واستعينوا بالله ربكم، وحافظوا على حرماتكم١" ثم جلس.
"شرح ابن أبي الحديد م ١: ص ٥٠٤".
١ جمع حرمة، وهي ما لا يحل انتهاكه.
٢٢٩-خطبة معاوية بن أبي سفيان يحرض أهل الشأم:
وقام معاوية في أهل الشأم خطيبًا، فقال:
"أيها الناس: أعيرونا جماجمكم وأنفسكم١، لا تقتلوا٢، ولا تتخاذلوا٣، فإن اليوم يوم أخطار، ويوم حقيقة وحفاظ٤، إنكم لعلى حق، وبأيديكم حجة، إنما تقاتلون من نكث البيعة، وسفك الدم الحرام، فليس له من السماء عاذر، قدموا أصحاب السلاح المستلئمة٥، وأخروا الحاسر٦، واحملوا بأجمعكم، فقد بلغ الحق مقطعه، وإنما هو ظالم ومظلوم".
"شرح ابن أبي الحديد ١: ٤٨١".
١ أي جودوا برءوسكم، ولا تبخلوا بنفوسكم على القتل.
٢ في الأصل "لا تقتتلوا" على أن الفعل مجزوم بلا الناهية، وأراه محرفًا، وإنما هو "لا تقتلوا" مجزوم في جواب الأمر، أي إن تسخوا ببذل رءوسكم ونفوسكم وتقاتلوا مستبسلين تنجوا من القتل.
٣ في الأصل "ولا تتجادلوا" وأراه مصحفًا عن "ولا تتخاذلوا" أي لتتعاونوا، ولا يخذل بعضكم بعضًا.
٤ أي يوم محافظة على الأرواح والأعراض والأموال ودفاع عنها.
٥ استلأم: لبس اللأمة، وهي الدرع.
٦ الحاسر: من لا مغفر له، ولا درع، أو لا جنة له.
1 / 339