Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages
جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
Mai Buga Littafi
المكتبة العلمية بيروت
Inda aka buga
لبنان
Nau'ikan
إني إن كلمتك فلعمري ما كلامي إلا مثل كلام صاحبي قبل، فهل عندك جواب غير الذي أجبته به؟ فقال علي: نعم لك ولصاحبك جواب غير الذي أجبته به.
٢٢٦- خطبة علي بن أبي طالب:
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد فإن الله جل ثناؤه بعث محمدًا ﷺ بالحق، فأنقذ به من الضلالة، وانتاش١ به من الهلكة، وجمع به من الفرقة، ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه، ﷺ، ثم استخلف الناس أبا بكر ﵁، واستخلف أبو بكر عمر ﵁، فأحسنا السيرة، وعدلا في الأمة، وقد وجدنا٢ عليهما أن توليا علينا، ونحن آل رسول الله ﷺ، فغفرنا ذلك لهما، وولي عثمان ﵁ فعمل بأشياء عابها الناس عليه، فساروا إليه فقتلوه، ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمورهم، فقالوا لي: بايع، فأبيت عليهم، فقالوا لي: بايع، فإن الأمة لا ترضى إلا بك، وإنا نخاف إن لم تفعل أن تفترق الناس، فبايعتهم، فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني٣، وخلاف معاوية الذي لم يجعل الله ﷿ له سابقة في الدين، ولا سلف صدق في الإسلام، طليق٤ بن طليق، حزب٥ من هذه الأحزاب، لم يزل الله ﷿، ولرسوله ﷺ، وللمسلمين عدوًّا، هو وأبوه، حتى دخلا في الإسلام كارهين،
١ انتشل وأخرج.
٢ وجد عليه: غضب.
٣ يعني طلحة والزبير وما كان منهما من الخلاف عليه، وانضمامهما إلى السيدة عائشة.
٤ الطلقاء: هم الذين عفا عنهم النبي ﵊ بعد فتح مكة، فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
٥ حزب بدل من طليق الثاني: أي ابن حزب من هذه الأحزاب التي تألبت وتظاهرت على حربه ﷺ من قريش، وغطفان، وبني مرة، وبني أشجع، وبني سليم، وبني أسد "في غزوة الأحزاب، وهي غزوة الخندق سنة ٥هـ" وكانت عدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، وقائدهم العام أبو سفيان.
1 / 336