315

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Mai Buga Littafi

المكتبة العلمية بيروت

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

من قوم قاتلناهم أمس بناحية البصرة، لما دعوناهم إلى الحق فتركوه، ناوخناهم براكاء القتال١، حتى بلغنا منهم ما نحب، وبلغ الله منهم رضاه".

١ براكاء القتال وبروكاء: موضع اصطدام القوم، وناوخناهم مفاعلة، من أناخ الإبل: إذا أبركها، والمعنى: التقينا وإياهم في ساحة القتال.
٢٠٤- خطبة زيد بن حصين الطائي:
فقام زيد بن حصين الطائي –وكان من أصحاب البرانس المجتهدين- فقال:
"الحمد لله حتى يرضى، ولا إله إلا الله ربنا، أما بعد: فوالله إن كنا في شك في قتال من خالفنا، ولا تصلح لنا النية في قتالهم حتى نستديمهم ونستأنيهم، فما الأعمال إلا تباب١، ولا السعي إلا في ضلال، والله تعالى يقول: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ إننا والله ما ارتبنا طرفة عين فيمن يتبعونه، فكيف بأتباعه القاسية قلوبهم، القليل من الإسلام حظهم، أعوان الظلمة، وأصحاب الجور والعدوان؟ ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار، ولا التابعين بإحسان".
فقام رجل من طيئ فقال: "يا زيد بن حصين، أكلام سيدنا عدي بن حاتم يهجن٢؟ " فقال زيد: "ما أنتم بأعرف بحق عدي مني، ولكني لا أدع القول بالحق وإن سخط الناس".

١ خسران.
٢ يقبح.
٢٠٥- خطبة أبي زينب بن عوف:
ودخل أبو زينب بن عوف على الإمام علي فقال:
"يا أمير المؤمنين، لئن كنا على الحق لأنت أهدانا سبيلًا، وأعظمنا في الخير نصيبًا، ولئن كنا على ضلال إنك لأثقلنا ظهرًا١، وأعظمنا وزرًا، قد أمرتنا بالمسير

١ لأنه حينئذ يكون أكثرهم ذنوبًا.

1 / 318