241

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Mai Buga Littafi

المكتبة العلمية بيروت

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

١١٦- خطبة عمر:
وغزا الأحنف بن قيس خراسان وحارب يزدجرد سنة ٢٢هـ ثم أقبل أهل فارس على الأحنف، فصالحوه، وعاقدوه، ودفعوا إليه خزائن يزدجرد، وتراجعوا إلى بلدانهم، وبعث الأحنف بالخبر والغنائم إلى عمر بن الخطاب، فجمع الناس وخطبهم، فقال في خطبته:
"إن الله ﵎ ذكر رسوله ﷺ وما بعثه به من الهدى، ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله خير الدنيا والآخرة فقال: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ فالحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر جنده، ألا إن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم، فليسوا يملكون من بلادهم شبرًا يضر بمسلم، ألا وإن الله أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون.
ألا وإن المصرين من مسالحها١ اليوم كأنتم والمصرين فيما مضى من البعد، وقد وغلوا في البلاد، والله بالغ أمره ومنجز وعده، ومتبع آخر ذلك أوله، فقوموا في أمره على رجل يوفِّ لكم بعهده، ويؤتكم وعده، ولا تبدلوا ولا تغيروا؛ فيستبدل الله بكم غيركم، فإني لا أخاف على هذه الأمة أن تؤتى إلا من قبلكم".
"تاريخ الطبري ٤: ٢٦٧".

١ المسالح: جمع مسلحة، وهي الثغر.
١١٧- خطبة عثمان بن أبي العاص:
ولما فتح عثمان بن أبي العاص إصطخر "سنة ٢٣هـ" وجمع إليه ما أفاء الله على المسلمين خمَّسه، وبعث بالخمس إلى عمر، وقسم أربعة أخماس المغنم في الناس،

1 / 244