إذا شئت أن تحرز تقدما فلتقلع عن مثل هذه الاستدلالات: «إذا أهملت شئوني فلن أجد لي سندا.» «ما لم أقوم خادمي فسوف يسوء حاله.»
فلأن تموت جوعا، فتشفى بذلك من الأسى والخوف، خير لك من أن تعيش غنيا معتكر المزاج. ولأن يكون خادمك سيئا خير لك من أن تكون أنت تعيسا.
فلتبدأ من أصغر الأشياء: انسكب شيء من الزيت؟ سرق النبيذ؟ قل: «هذا ثمن خلو البال وصفاء النفس، ولكل شيء ثمن.»
إذا ناديت خادمك، فاذكر أنه قد لا يجيبك. وإذا أجابك فقد لا ينفذ ما تريده. غير أنه ليس من السطوة بحيث يكون بمقدور مثله أن يعكر صفوك. (13) إما الطبيعة وإما الأشياء الخارجية
إذا شئت أن تحرز تقدما فلا تستنكف أن تبدو بليدا ساذجا تجاه الأمور الخارجية. لا ترغب في أن يظنك الناس عليما بأي شيء . وإذا بدا للبعض أنك ذو شأن فلا تثق في نفسك. ولتعلم أنك لا يمكنك أن تبقى منسجما بإرادتك مع الطبيعة، وأن تضمن لنفسك الأشياء الخارجية في الوقت نفسه؛ ذلك أن المرء إذا اهتم بهذه فلا مناص له من أن يهمل تلك. (14) ما السيد؟ وما العبد؟
من السخف أن تطلب لأبنائك وزوجك وأصدقائك البقاء إلى الأبد؛ فذلك يعني أنك تريد أن يكون في قدرتك ما ليس في قدرتك، وأن يكون من ممتلكاتك ما ليس من ممتلكاتك. وهكذا إذا تطلبت من خادمك ألا يخطئ فأنت أحمق؛ لأنك تتطلب من الرذيلة ألا تكون رذيلة بل تكون شيئا آخر.
أما إذا أردت ألا يخيب رجاؤك فبوسعك ذلك: أن تنصرف إلى ما هو بإمكانك. إنما السيد هو من يملك سطوة على المسود فيحدد له ما يريده وما لا يريده، ويعطيه هذا ويمنع عنه ذاك. من يرد أن يكون حرا إذن فليكف عن أن يرغب في أي شيء أو يتجنب أي شيء في قدرة غيره، وإلا فإنه يكون لا محالة عبدا.
11 (15) سلوك المآدب
تذكر أنك ينبغي أن تسلك في الحياة مثلما تسلك في مأدبة، هل دار عليك أي صنف؟ فامدد إليه يدك ونل منه قسطك باعتدال. هل فاتك؟ فلا تستوقفه، ألم يأت بعد؟ فلا تمدد إليه رغبتك بل انتظر حتى يصل إليك.
افعل ذلك فيما يتعلق بالأطفال والزوجة والمناصب العامة والثروة، ولسوف تكون في النهاية جديرا بالمشاركة في ولائم الآلهة.
Shafi da ba'a sani ba