Tsarin Malamai
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambar Fassara
الأولى، 1421هـ - 2000م
Nau'ikan
من فوق بخلاف باقي الجهات. فإن المتوجه إلى المشرق مثلا يكون المشرق قدامه والمغرب خلفه والجنوب يمينه والشمال بالفتح شماله بالكسر. ثم إذا توجه إلى المغرب يتبدل الجميع وصار قدامه خلفه وبالعكس يمينه شماله وبالعكس. والمشهور أن الجهات ست وعلى غير المشهور أكثر منها لأنه يمكن أن يفرض في جسم واحد بل من نقطة واحدة امتدادات غير متناهية. (ف (31)) .
ولكن نقرع سمعك بما قال الحكيم صدرا في شرح هداية الحكمة في تمهيد فصل أن القوة المحركة للفلك يجب أن تكون مجردة عن المادة الخ كما أثبت كون الفلك حيوانا متحركا بالإرادة أراد أن يبين أن الفلك إنسان كبير بمعنى أن مبدأ حركته ليس قوة حيوانية منطبعة بل نفسا مجردة عن المادة ذات إرادة كلية لا يكون تعلقها بجرم الفلك تعلق الانطباع بل تعلق التدبير والتصرف كتعلق النفس الناطقة ببدن الإنسان انتهى لعل مراده بالحيوان الحي لا ما هو المصطلح عليه وإطلاق الإنسان الكبير على الفلك لا يضرنا لأنه إنما أطلق الإنسان الكبير لا الإنسان. والإنسان والإنسان الكبير حقيقتان متبائنتان. ولعل عند غيري أحسن من هذا. وقد تطلق الجهة على صفة الشيء وحاله الذي يكون مقتضيا وسببا للحكم عليه بشيء آخر وتغاير الجهتين في الموقوف والموقوف عليه إنما يفيد في دفع الدور إذا كانتا مؤثرتين في التوقف وكان الموقوف والموقوف عليه هما الجهتان فاحفظ فإنه نافع جدا.
والجهة عند المنطقيين: هي الكيفية المعقولة للنسبة بين الموضوع والمحمول. والتفصيل إن النسبة التي بين الموضوع والمحمول إيجابية أو سلبية لا بد وأن تكون لها كيفية من الكيفيات. ثم إن تلك الكيفية الثابتة في نفس الأمر تسمى مادة ومن حيث إنها مدركة وثابتة في العقل سواء كانت النسبة في نفس الأمر أولا تسمى جهة معقولة. والعبارة الدالة على تلك الكيفية المدركة هي الجهة الملفوظة. وقال بعضهم اللفظ الدال عليها أي على تلك الكيفية في نفس الأمر في القضية الملفوظة والصورة العقلية الدالة عليها في القضية المعقولة تسمى جهة القضية.
وقد علمت مما ذكرنا أن جهة القضية لا بد وأن تكون خارجة عن الطرفين والنسبة كيف فإنها كيفية النسبة بين الموضوع والمحمول. لا يقال إن الامتناع جهة من الجهات لأنها غير محصورة فيما ذكروا وهو محمول في قولنا شريك الباري ممتنع لأنا نقول إن المحمول هو الموجود لا الممتنع فإن معناه شريك الباري موجود بالامتناع لكن لما كان المقصود والحكم بالامتناع يجعل محمولا قصرا للمسافة. وقس عليه الله واجب
Shafi 289