104

Tsarin Malamai

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Lambar Fassara

الأولى، 1421هـ - 2000م

Nau'ikan

Kamusanci

شماله أو من شماله إلى يمينه يعني أنه ذكر الواو وأراد (أو) وإنما أورد الواو للإشارة إلى اشتراكهما في كونهما من الالتفات لا أن مجموعهما مأخوذ في مفهومه إذ الواو لمطلق الجمع لا للمعية. وفي الالتفات عند علماء المعاني اختلاف فإن السكاكي على أن الالتفات هو النقل من كل من التكلم والخطاب والغيبة إلى الآخر بأن كان مقتضى الظاهر إيراد كل من التكلم والخطاب والغيبة فعدل عنه إلى الآخر الذي هو خلاف مقتضى الظاهر وإن لم يعبر سابقا بطريق آخر. والجمهور على أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة المذكورة بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر يعني يكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبر عنه بغير هذا الطريق فما ذهب إليه السكاكي أعم مما ذهب إليه الجمهور ففي قول امرئ القيس (تطاول ليلك بالإثمد) التفات عند السكاكي دون الجمهور لأن ليلك خطاب لنفسه ومقتضى الظاهر ليلى بالتكلم ولا يصدق عليه تعريف الجمهور لأنه ليس هناك تعبير بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير بطريق آخر منها. وأقسام الالتفات ستة حاصلة من ضرب الثلاثة في الاثنين لأن كلا من الثلاثة المذكورة ينقل إلى الآخرين وإني لا أطول الكلام بذكر الأمثلة فمن أراد الاطلاع عليها فليطالع المطول.

واعلم أن الغيبة أعم من أن يكون باسم مظهر أو مضمر غائب فإن الاسم الظاهر موضوع للغائب فاحفظ. ثم إن الالتفات عند صدر الأفاضل أخص منه عند الجمهور فهو أخص الأخص على مذهب لأنه شرط فيه أن يكون المخاطب في الحالين واحدا مثل قوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك} فإن فيه التفاتا من التكلم إلى الغيبة وكان مقتضى الظاهر بالنظر إلى الأسلوب السابق أن يقول لنا مكان لربك والمخاطب في الحالين واحد وهو نبينا خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام فإن قلت فعلى هذا يلزم أن لا يكون في قوله تعالى {إياك نعبد} التفات مع أنه متفق عليه قلنا المخاطب بالكلام السابق أعني {الحمد لله} إلى {مالك يوم الدين} . هو الله تعالى في الحقيقة وإن لم يخاطب به بحسب الظاهر لأن ذلك الكلام السابق يجري من العبد مع الله تعالى لا مع غيره تعالى لأنه تعليم منه تعالى للعباد. فكل التفات عند صدر الأفاضل التفات عند الجمهور دون العكس ألا ترى أن قول أبي العلاء:

(هل تزجرنكم رسالة مرسل ... أم ليس ينفع في أولاك الوك)

فيه التفات عند الجمهور من الخطاب في يزجرنكم إلى الغيبة في أولاك بمعنى أولئك. وقال صدر الأفاضل إنه إضراب عن خطاب بني كنانة إلى الإخبار عنهم وإن كان يظن من قبيل الالتفات فليس منه لأن المخاطب بهل يزجرنكم بنو كنانة وبقوله أولاك مخاطب آخر. وقد يطلق الالتفات على معنيين آخرين. أحدهما أن تأتي بكلام

Shafi 110