التي تساير «المكان البصري»
L’espace optique (أو بالتحديد الفضاء المليء بالطيات، والذي يكون قابلا للرؤية فقط) وتنطبق إلى حد كبير على «الأمكنة المخددة» لتكون بذلك خاصية مشتركة لأنماط الفن الحضري.
68
ولا يحصر دولوز وجاتاري تمييزهما بين هذين النوعين من الأمكنة في فن الرسم والهندسة المعمارية فقط، بل يتعقبانه في النموذج التكنولوجي والموسيقي والجغرافي والرياضي والفيزيائي. وإذا كانت الأمكنة المخددة توازي من الناحية الفنية المكان البصري وتنسجم بشكل مناسب مع فن العمارة الكلاسيكي في عصر النهضة حيث التداخل الكبير بين العمق والشكل، وحيث الحضور الجلي لمفهوم الحجم والمنظور، فإن الأمكنة الملساء توازي فن العمارة ما بعد الحداثي؛ حيث لا قيمة لفكرة المنظورية ولا اعتبار للمركز والعمق، بعد أن فقدت المعالم نموذجها البصري
Les repères
الذي كان يوحدها في صنف ثابت معين أمام الملاحظ الذي يقع خارج المشهد «إذ لا خط يفصل ما بين الأرض والسماء، فهما يمتلكان نفس المادة. كما أنه لا وجود للأفق ولا للعمق ولا للمنظورية ولا للحد ولا للتخم أو الشكل والمركز.»
ووفقا لبوكانان فإن العمارة المعاصرة قد ساهمت في إبداع أمكنة ملساء بعد أن أصبح التصميم متضمنا لاتجاهات متغيرة دون أن يعين التخوم ويحدد الأشكال، أو إذا شئنا استعمال لغة ميكائيل فرييد
Michaël Fried - التي يستعيرها كل من دولوز وجاتاري - لقلنا معه «لقد أصبحنا ها هنا أمام خطوط تشكيلية متعددة الاتجاهات، بلا عمق ولا خارج، بلا شكل ولا قعر، لا تحد أي شيء ولا تمثل أي تخم؛ فهي لا تملأ إلا مكانا أملس.»
69
ومن نفس المنطلق يقارن بوكانان، في موضع آخر، بين هذا التصور الدولوزي للمكان وبين التحليل الذي قدمه جيمسون لفندق بونافنتور
Shafi da ba'a sani ba