واستثمارا لهذا الطرح الذي قدمه بارت، طور التفكيكيون، وعلى رأسهم جاك دريدا، مبدأ انتفاء قصدية المؤلف، إلى فوضى التفسير المتمرد على فضاء التأويل «فقصد المؤلف غير موجود في النص، والنص نفسه لا وجود له، وفي وجود ذلك الفراغ الجديد الذي جاء مع موت المؤلف وغياب النص تصبح قراءة القارئ هي الحضور الوحيد، لا يوجد نص مغلق ولا قراءة نهائية، بل توجد نصوص بعدد قراء النص الواحد، ومن ثم تصبح كل قراءة نصا جديدا مبدعا.»
52
وهكذا انتقل نقاد التفكيك من رفض تصور بارت لفكرة اكتمال المعنى، إلى قدرة القارئ على تحقيق المعنى الذي يراه في رؤى لا نهائية عند كل قراءة جديدة للنصوص.
في أعماله المتأخرة، مثل
S/Z
ومقالات نقدية جديدة
Nouveaux essais critiques ، يتجاوز بارت مفهوم البنية، الذي انطلق منه في مؤلفاته المبكرة، ليقترب أكثر من التفكيك. وهو يعترف صراحة أن أعمال جاك دريدا هي التطبيق العميق لتصوره عن تعددية المعنى وارتحاله المستمر.
53
يتحول بارت من البنية إلى التفكيك. فإقراره بأن النص الأدبي متعدد المعاني في كينونته، يترتب عليه استحالة أن يمتلك النص بنية؛ فهو لا يمكن أن يكون شيئا آخر سوى كونه غير مكتمل، كما لن يتحقق اكتماله مستقبلا؛ «فكل عنصر يكتسي دلالة متوالية لا تتوقف، ولا يعود بنا في المحطة الأخيرة إلى أية بنية.»
54
Shafi da ba'a sani ba