135

Hanyoyin Bayan Zamani

دروب ما بعد الحداثة

Nau'ikan

بناء على ما سبق، يتضح أن المناهج السابقة، تمشيا مع احتفائها بسلطة المؤلف وهيمنة السياق، تقوم بتفسير العمل الأدبي وإيضاحه وفق شروط خارجة عن فلكه، فتفسر العمل الفني بالتجارب النفسية السابقة للفنان، وتبحث عن علامات تلك التجارب داخل العمل الفني، وبالتالي يصبح العمل الفني أسيرا للماضي ورد فعل عليه من قبل الفنان، فليس ثمة جديد إذا. وهي إذ تقوم بتكريس تلك النظرة، فإنها بذلك تلغي المعطيات الجوهرية التي تشكل الإبداع الفني، وهو ما تم تداركه فيما بعد من قبل المناهج المرتكزة على النقد النصي

Textual Critique

بتنويعاته المتعددة (اللسانية والبنيوية والأسلوبية والسيميائية ...) وذلك بفضل القطيعة المنهجية التي أحدثها إعلان «موت المؤلف». (1-5) سلطة النص ولذة القراءة

في العام 1967م نشر رولان بارت مقالته «موت المؤلف»

La Mort De L’auteur

ليقلب النظرية الأدبية المعاصرة رأسا على عقب، وليضع بذلك أحد المصطلحات البارزة والمؤثرة في فلسفة الجمال والنقد الفني المعاصر. لقد قال بارت: «إن النص من الآن فصاعدا على كافة مستوياته وبجميع أدواته، منذ صناعته وحتى قراءته، يظهر بشكل يغيب فيه المؤلف غيابا كاملا.»

28

ويدعو بارت إلى أن نحذف من قاموسنا كلمة «مؤلف» لنحل محلها «الكاتب»

Le Scripteur . والكاتب - وفقا لبارت - ليس في داخله «عواطف» ولا «أمزجة» ولا «مشاعر» ولا «انطباعات». لا يوجد لديه إلا ذلك القاموس الضخم الذي يستمد منه كتابة «نشاطا لفظيا» لا يمكن أن ينفد أبدا «فالحياة لا تعرف شيئا سوى أن تحاكي الكتب، وما الكتب ذاتها إلا مجرد أشياء مصنوعة من العلامات.»

29

Shafi da ba'a sani ba