29

Dutsen Mai Nutso

درة الغواص في أوهام الخواص

Bincike

عرفات مطرجي

Mai Buga Littafi

مؤسسة الكتب الثقافية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Inda aka buga

بيروت

التَّعَجُّب من فعل ثلاثي يُطَابق مَقْصُوده من الْمَدْح أَو الذَّم، ثمَّ أَتَى بِمَا يُرِيد أَن يتعجب مِنْهُ كَقَوْلِهِم: مَا أحسن بَيَاض هَذَا الثَّوْب وَمَا أقبح عور هَذَا الْفرس وَحكم أفعل الَّذِي للتفضيل يساوق حكم فعل التَّعَجُّب فِيمَا يجوز فِيهِ وَيمْتَنع مِنْهُ، فَكَمَا لَا يُقَال: مَا أَبيض هَذَا الثَّوْب وَلَا مَا أَعور هَذَا الْفرس لَا يجوز أَن يُقَال: هَذِه أَبيض من تِلْكَ، وَلَا هَذَا أَعور من ذَاك. وَأما قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمن كَانَ فِي هَذِه أعمى فَهُوَ فِي الْآخِرَة أعمى وأضل سَبِيلا﴾، فَهُوَ هَاهُنَا من عمى الْقلب الَّذِي تتولد الضَّلَالَة مِنْهُ، لَا من عمى الْبَصَر الَّذِي يحجب المرئيات عَنهُ، وَقد صدع بتبيان هَذَا الْعَمى قَوْله تَعَالَى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور﴾ . وَقد عيب على أبي الطّيب قَوْله فِي صفة الشيب: (أبعد بَعدت بَيَاضًا لَا بَيَاض لَهُ ... لأَنْت أسود فِي عَيْني من الظُّلم)

1 / 37