الفقيه الشافعيّ، قاضي مصر، أحد الفقهاء المشهورين بالعلم والدّين. كان من أصحاب المزني (١). غاص على أسرار الفقه، وتغلغل في غوامض العلم، وخرّج من التفريعات ما لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق في براعته وحسنه، وصنّف «كتاب الفروع» (٢)، وهو كتاب مفيد اعتنى بشرحه الأئمة، كأبي عليّ السّنجي (٣)، والقفّال (٤)، والقاضي أبي الطيّب الطبري (٥). وكان يقال: «عجائب الدنيا ثلاث: غضب ابن الحداد، ونظافة السّماد، والردّ على ابن الحداد» (٦).

(١) لا يمكن أن يكون ابن الحداد من أصحاب المزني فلعل ابن الساعي وهم في ذلك لأن ابن الحداد ولد في السنة التي توفي فيها المزني ٢٦٤ هـ. وقد أكد ذلك ابن باطيش في كتابه الذي وضعه على المهذب وفي طبقات الفقهاء والقضاعي في خطط مصر. وفيات الأعيان:٤/ ١٩٧. (٢) كتاب الفروع في مذهب الإمام الشافعي، كتاب صغير الحجم كثير الفائدة دقق في مسائله غاية التدقيق واعتنى بشرحه جماعة من الأئمة الكبار شرحه القفال المروزي شرحا متوسطا، وشرحه القاضي أبو الطيب الطبري في مجلد كبير، وشرحه أبو علي السنجي شرحا تاما مستوفى أطال فيه وشرحه آخرون. وفيات الأعيان:٤/ ١٩٧ وكشف الظنون:١٢٥٦ - ١٢٥٧. (٣) الحسين بن شعيب أبو علي المروزي السنجي الشافعي، عالم أهل مرو في وقته، شرح فروع ابن الحداد، شرحا لم يقاربه فيه أحد توفي سنة ٤٣٠ هـ، ترجمته في: وفيات الأعيان:٢/ ١٣٥، والوافي بالوفيات:١٢/ ٣٧٨، والبداية والنهاية:١٢/ ٥٧. (٤) أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الشافعي القفال الكبير عالم خراسان وإمام وقته في الفقه والأصول وأكثرهم رحلة في طب الحديث وله تصانيف، توفي سنة ٣٦٥ هـ، ترجمته في: وفيات الأعيان:٤/ ٢٠٠، وسير أعلام النبلاء:١٦/ ٢٨٣، والوافي بالوفيات:٤/ ١١٢. (٥) أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري الشافعي الإمام العلامة شيخ الإسلام وفقيه بغداد، توفي سنة ٤٥٠ هـ، ترجمته في: تاريخ بغداد:٩/ ٣٥٨، ووفيات الأعيان:٢/ ٥١٢، وسير أعلام النبلاء:١٧/ ٦٦٨. (٦) النص في وفيات الأعيان:٤/ ١٩٨ كالآتي: «عجائب الدنيا ثلاث: غضب الجلاد، ونظافة السماد، والرد على ابن الحداد». ولعله الصواب.