191

الطبري في الولاية، والدار قطني في الصحيح، والسمعاني في الفضائل، وجماعة من رجال الشيعة، عن الحسين بن علي بن الحسين وعبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن الحارث، واللفظ للصحيح: إن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في بيتها لما حضره الوفاة: ادعوا لي حبيبي فدعوت له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فدعوا له عمر، فلما نظر إليه قال (عليه السلام): ادعوا لي حبيبي. قلت: ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب، فو الله ما يريد غيره، فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه (1).

ومن طريقة (2) أهل البيت (عليهم السلام) أن عائشة دعت أباها فأعرض عنه، وأن حفصة دعت أباها فأعرض عنه، ودعت أم سلمة عليا فناجاه طويلا ثم اغمي عليه، فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأراد علي أن ينحيهما عنه، فأفاق رسول الله ثم قال: يا علي دعهما اشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودا مني، ثم جذب عليا تحت ثوبه ووضع فاه على فيه وجعل يناجيه، فلما حضره الموت قال له: ضع رأسي يا علي في حجرك فقد جاء أمر الله، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني الى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله عز وجل.

فأخذ علي برأسه فوضعه في حجره، فاغمي عليه، فبكت فاطمة، فأومأ إليها بالدنو منه، فأسر إليها شيئا تهلل وجهها ... القصة (3).

ثم قضى ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) اليمنى تحت حنكه (صلى الله عليه وآله)، ففاضت نفسه فيها، فرفعها الى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه، ومد عليه إزاره، واستقل بالنظر في أمره (4).

Shafi 194