157

قال: قلت له: فمن حدثك بهذا؟

قال: عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف.

قال: قلت له: إن ثبوت علي في ذلك المقام لعجب.

فقال: إن تعجبت من ذلك لقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أن جبريل (عليه السلام) قال في ذلك اليوم وهو يعرج الى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

فقلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل (عليه السلام)؟

قال: سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك، فسألوا النبي (عليه السلام) عنه، فقال:

ذلك جبرئيل (1).

وفي حديث عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم احد جاء علي متقلدا بسيفه حتى وقف بين يديه، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه إليه، فقال له: مالك ما تفر مع الناس؟ قال: يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي؟! فأشار له الى قوم انحدروا من الجبل، فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار الى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم ثم اشار له الى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم.

فجاء جبريل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله لقد عجبت الملائكة وعجبنا معها من حسن مواساة علي لك بنفسه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما يمنعه من ذلك، هو مني وأنا منه.

فقال جبريل (عليه السلام): وأنا منكما (2).

وقد روى محمد بن مروان، عن عمارة، عن عكرمة: قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: لما انهزم الناس يوم احد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحقني من الجزع عليه ما لم أملك معه نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أجده.

فقلت: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليفر وما رأيته في القتلى فأظنه رفع من بيننا، فكسرت جفن سيفي، وقلت في نفسي: لاقاتلن به عنه حتى اقتل، وحملت على

Shafi 160