Daurin Nazim
الدر النظيم
فقال له أهل المجلس: ترى ذلك الرجل- وهم يومون الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة- اذهب إليه يعديك عليه.
فأقبل الاراشي حتى وقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا عبد الله إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله وأنا غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يعديني عليه ويأخذ لي حقي منه فأشاروا إليك، فخذ لي حقي منه رحمك الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذهب بي إليه، وقام معه (صلى الله عليه وآله). فلما رأوه قام معه قالوا لرجل ممن معهم: انطلق فانظر ما ذا ترى يصنع.
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جاء فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ فقال:
محمد اخرج إلي. فخرج إليه وما في وجهه رائحة وقد انتقع لونه، فقال له: أعط هذا الرجل حقه.
قال: نعم، لا يبرح حتى اعطيه الذي له، فدخل وخرج إليه بحقه فدفعه إليه.
ثم انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقال للاراشي: الحق بشأنك. فأقبل الاراشي حتى وقف على نادي اولئك القوم فقال: جزاه الله خيرا فقد أخذ لي حقي.
وجاء الرجل الذي بعثوه معه فقالوا: ويحك ما ذا رأيت؟ قال: عجبا من العجب، والله إلا أن ضرب عليه بابه فخرج وما معه روحه، فقال له: أعط هذا الرجل حقه. فقال: نعم لا يبرح حتى أخرج إليه حقه. فدخل فأخرج إليه حقه فأعطاه إياه. ثم لم يلبث أن جاء أبو جهل فقالوا له: ويلك تبا لك والله ما رأينا مثل ما صنعت. فقال: ويحكم والله إلا أن ضرب الباب وسمعت صوته فملئت رعبا ثم خرجت إليه وإذا فوق رأسي فحل من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط، والله لو أبيت لأكلني (1).
Shafi 113